في هذا اليوم الذي يوافق الذكرى السنوية لدخول ميثاق الأمم المتحدة حيّز التنفيذ عام 1945، يستحضر تيار المستقبل السوري المعاني العميقة التي قامت عليها المنظمة الدولية من السلم، والعدالة، وكرامة الإنسان، وحق الشعوب في تقرير مصيرها.
لقد تأسست الأمم المتحدة بعد حربٍ عالميةٍ مدمّرة لتمنع تكرار المآسي، وتؤسس لنظامٍ دوليٍّ يقوم على القانون لا القوة، وعلى التعاون لا الإقصاء. واليوم، وبعد انتهاء أعظم مأساة السوريين وهي انهيار نظام بشار الأسد، تبدو مبادئ الميثاق الأممي أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى، إذ لا يزال شعبنا يعيش تبعات الحرب، والتهجير، والانقسام، في غيابٍ شبه تامٍّ للمساءلة والعدالة.
يؤمن تيار المستقبل السوري أن انخراط سورية الجديدة في منظومة الأمم المتحدة لا يكون بالتمثيل الشكلي، بل بإحياء روح الميثاق الأممي داخل بنية الدولة السورية القادمة عبر دولة قانونٍ وعدالةٍ ومؤسسات، لا سلطة أفراد وأجهزة.
دولة تحترم حقوق الإنسان وتؤمن بالمواطنة المتساوية دون تمييز.
دولة تتعاون مع الأسرة الدولية في مكافحة الفقر، وحماية البيئة، ودعم التنمية، لا في تصدير الأزمات أو الاحتراب.
يؤكد تيار المستقبل السوري في هذا اليوم الأممي، على أن الشعب السوري ليس عبئًا على العالم، بل شريكًا في صناعته من جديد، وأن طريق السلام في سورية هو أيضًا طريقٌ نحو ترميم الثقة بين الأمم.
يدعو تيار المستقبل السوري الأمم المتحدة إلى تجديد التزامها بمسؤوليتها الأخلاقية والإنسانية تجاه الشعب السوري، عبر دعم العملية السياسية الحقيقية، وضمان عودة آمنة للمهجرين، ومحاسبة المجرمين، تحقيقًا للعدالة والسلام المستدام، فسورية التي نحلم بها هي سورية منفتحة على العالم، وفية لميثاق الأمم، وشريكة في بناء مستقبلٍ أكثر عدلاً وإنسانية.