يُعدّ كتاب "الأحزاب والتيارات السياسية في سورية 1924 – 2024″ عملاً توثيقياً رائداً يختصر قرناً كاملاً من الحياة السياسية السورية، منذ ولادة أول الكيانات الحزبية في عشرينيات القرن الماضي وحتى بدايات العهد السوري الجديد.
إننا في تيار المستقبل السوري نرى أن هذا الكتاب يمثل مرجعاً تاريخياً وفكرياً بالغ الأهمية، لأنه لا يكتفي بسرد المراحل والتحولات، بل يُقدّم قراءة تحليلية لتجربة السوريين في التنظيم السياسي، وصراع الأفكار بين التيارات القومية والدينية والليبرالية واليسارية، وما نتج عنها من دروس ينبغي استثمارها في المرحلة المقبلة.
تأتي أهمية هذا العمل في توقيتٍ بالغ الحساسية، إذ تعيش سورية العهد الجديد مخاض تأسيس نظام سياسي حديث بعد عقود من التجميد الحزبي والإقصاء، بينما لم يصدر بعد قانون الأحزاب السياسية الجديد، الأمر الذي يجعل من هذا الكتاب مادةً ضرورية لصنّاع القرار والمثقفين والباحثين، لبناء رؤية تشريعية متوازنة تنطلق من التجربة التاريخية لا من الفراغ.
إن تيار المستقبل السوري يرى في هذا الكتاب جسراً بين الماضي والمستقبل، وفرصةً لاستعادة روح المشاركة الوطنية بعيداً عن الانغلاق الأيديولوجي أو التبعية الخارجية، وتمهيداً حقيقياً لمرحلة سياسية أكثر نضجاً وعدلاً وتنوعاً.
كما ندعو فعلاً إلى الاستفادة من ذاكرة سورية الحزبية لتصميم حياة سياسية جديدة تُعبّر عن إرادة الشعب، وتضمن التعددية، وتستند إلى المسؤولية الوطنية لا إلى الاصطفافات الضيقة.
لقد أثبت التاريخ أن الوعي الحزبي السليم هو أساس الدولة المدنية المتوازنة، وأن غياب التنظيمات السياسية الحرة كان أحد أبرز أسباب انهيار الثقة بين المواطن والسلطة.
ومن هنا، نؤكد أن استعادة العمل الحزبي المنظم والشفاف ليست ترفاً فكرياً، بل ضرورة وطنية لإعادة بناء الدولة السورية الحديثة على أسس المشاركة والمساءلة والتكامل الوطني الجاد والمثمر.
يذكر هنا أنه كان لـِ تيار المستقبل السوري مشاركة فاعلة ومهمة وحضور ملفت في حفل توقيع كتاب "الأحزاب السياسية في سورية 1924 – 2024″ والذي أصدره كوكبة من باحثي وكُتّاب الفكر في مركز جسور للدراسات مؤخراً، وبإشراف ومتابعة من رئيس مجلس الإدارة الأستاذ محمد سرميني، وجهدٍ لافتٍ من الباحَثين الأستاذ رياض الحسن والأستاذ وائل علوان وآخرين.
كان قد حضر الدكتور زاهر بعدراني
رئيس تيار المستقبل السوري يوم الثلاثاء الموافق 2025/10/21م في المكتبة الوطنية حفل توقيع الكتاب، وكان له مداخلة هامة فيه.
