تعليق المجلس الأعلى السوري اللبناني وضرورة إعادة صياغة العلاقات بين دمشق وبيروت

يتابع تيار المستقبل السوري باهتمام بالغ التطورات المتسارعة في المشهد الإقليمي، ولا سيما ما يتعلق بإعادة تشكيل العلاقات بين الجمهورية العربية السورية والجمهورية اللبنانية، في ضوء إعلان السلطات السورية بتاريخ 10/10/2025م تعليق عمل المجلس الأعلى السوري اللبناني، الذي كان يمثل لعقود أداةً غير متكافئة في إدارة العلاقة بين البلدين.

إننا في تيار المستقبل السوري، إذ نرحب بهذه الخطوة، نعتبرها بداية ضرورية لتفكيك منظومة الهيمنة التي كرّسها نظام الأسد عبر هذا المجلس، الذي لم يكن يوماً إطاراً ندياً أو متوازناً، بل شكّل غطاءً مؤسساتياً لتكريس الوصاية السياسية والأمنية على لبنان، وتدخلاً مباشراً في شؤونه الداخلية، عبر أدوات حزبية وأمنية مرتبطة بمحور المقاومة.

يرى تيار المستقبل السوري أنه قد شكّل سقوط نظام بشار الأسد ونهاية مشروع محور المقاومة لحظة مفصلية في تاريخ المشرق العربي، تتيح فرصة تاريخية لإعادة بناء العلاقات السورية اللبنانية على أسس جديدة، قائمة على:

  • الاعتراف المتبادل بالسيادة الوطنية، ورفض أي شكل من أشكال التدخل أو التبعية.
  • إعادة الاعتبار للدبلوماسية الرسمية كقناة وحيدة لتنظيم العلاقات، بعيداً عن الأطر الموازية التي كانت تُدار خارج المؤسسات.
  • فتح صفحة جديدة من التعاون في المجالات الاقتصادية، والأمنية، والإنسانية، بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين، ويعزز الاستقرار الإقليمي.

إننا نؤمن في تيار المستقبل السوري بأن تصحيح العلاقة بين سورية ولبنان لا يمكن أن يتم دون مراجعة صريحة للماضي، والاعتراف بالانتهاكات التي ارتُكبت بحق الشعب اللبناني خلال عقود من الاحتلال والوصاية، بدءاً من اغتيال القادة الوطنيين، وصولاً إلى زعزعة الاستقرار السياسي والأمني في لبنان عبر أدوات غير شرعية.

وإذ نؤكد على أن مستقبل العلاقات بين البلدين يجب أن يُبنى على قاعدة الشراكة لا التبعية، فإننا ندعو في تيار المستقبل السوري القيادة السورية الجديدة إلى اتخاذ خطوات شجاعة، تبدأ بإلغاء المجلس الأعلى السوري اللبناني بشكل نهائي، وتأسيس لجنة مشتركة جديدة تُعنى بإعادة هيكلة العلاقات الثنائية وفقاً للمعايير الدولية، وبما ينسجم مع تطلعات الشعبين في الحرية والسيادة والكرامة.

ختاماً، فإن تيار المستقبل السوري يمدّ يده إلى كل القوى الوطنية في لبنان وسورية، من أجل بناء فضاء مشرقي جديد، خالٍ من الهيمنة، وقائم على التعاون والتكامل، ومحصّن ضد مشاريع التوسع والوصاية، أياً كان مصدرها.

شاركها على:

اقرأ أيضا

إعادة تكوين الإنسان العربي: من التهميش إلى الولادة الجديدة

التحديات التي تواجه الإنسان العربي وكيف يمكن إعادة تكوينه من التهميش إلى التحول الإيجابي.

4 ديسمبر 2025

أنس قاسم المرفوع

واقع تجارة المخدرات وتعاطيها في سورية في مرحلتي ما قبل وبعد سقوط نظام الأسد

واقع تجارة المخدرات وتعاطيها في سورية قبل وبعد سقوط نظام الأسد وتأثيرها على الاقتصاد والمجتمع.

4 ديسمبر 2025

إدارة الموقع