في الخامس من تشرين الأول / أكتوبر من كل عام، يحتفل العالم باليوم العالمي للمعلمين، الذي أقرّته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) منذ عام 1994، إحياءً لذكرى توقيع توصية عام 1966 بشأن أوضاع المعلمين. وتأتي احتفالات هذا العام في دعوة دولية لتكريس مكانة المعلم في قلب السياسات التعليمية، وضمان حقوقه المهنية والمعيشية، وتعزيز دوره في بناء المجتمعات.
إن تيار المستقبل السوري، إذ يحيي هذه المناسبة بكل تقدير واعتزاز، يؤكد أن المعلم السوري كان وما يزال أحد أعمدة الصمود الوطني، حيث واجه سنوات الحرب والنزوح والانهيار المؤسسي، واستمر في أداء رسالته التربوية رغم التحديات الجسيمة، في المدارس والمخيمات والمنازل، داخل الوطن وفي الشتات.
يرى تيار المستقبل السوري في ظل المرحلة الانتقالية التي تمر بها سورية أن إعادة بناء الوطن تبدأ من إعادة الاعتبار للمعلم، من خلال رؤية وطنية شاملة تضع التعليم في صدارة أولويات إعادة الإعمار، وتؤسس لعقد اجتماعي جديد يقوم على المعرفة، والعدالة، والمواطنة.
ويؤكد التيار على ما يلي:
- ضرورة إصلاح المنظومة التعليمية جذرياً، بما يشمل تحديث المناهج، وتطوير البنية التحتية، وضمان استقلالية المؤسسات التربوية عن التوظيف السياسي أو الأمني.
- إقرار ميثاق وطني لحماية حقوق المعلمين، يضمن أجوراً عادلة، وتدريباً مستمراً، وتأميناً صحياً واجتماعياً، ويعترف بدورهم في بناء سورية الجديدة.
- دعوة الحكومة السورية إلى الانضمام الكامل إلى توصيات اليونسكو ومنظمة العمل الدولية بشأن أوضاع المعلمين، وتفعيل الشراكة مع المنظمات الدولية المختصة.
- إطلاق برامج دعم نفسي واجتماعي للمعلمين الذين تعرضوا لانتهاكات أو فقدوا ذويهم أو نزحوا، باعتبارهم فئة متضررة مركزية في النزاع السوري.
- إشراك المعلمين في صياغة السياسات التعليمية، وتمكينهم من التعبير عن رؤاهم ومطالبهم، ضمن إطار ديمقراطي تعددي يحترم الخبرة والمعرفة.
يُشدد تيار المستقبل السوري على ما أكد عليه في الدراسة المنشورة بموقعنا الرسمي بعنوان: "المعلم السوري في سياق التحول الوطني" بتاريخ 16 أغسطس 2025م، وعلى أن تكريم المعلم لا يكون بالشعارات، بل بإعادة الاعتبار لدوره في بناء الإنسان السوري، وترسيخ قيم المواطنة والعدالة والكرامة، ويجدد التيار التزامه بالعمل من أجل سورية حرة، مدنية، تعددية، يكون فيها التعليم أداة للتحرر، والمعلم ركيزة للنهضة الوطنية.