الانتهاكات بحق المدنيين في محافظة الرقة

يتابع تيار المستقبل السوري بقلق بالغ التقارير الحقوقية والإعلامية التي توثق استمرار الانتهاكات بحق المدنيين في محافظة الرقة، والتي كان آخرها ما نُشر حول مقتل أربعة مدنيين، بينهم امرأة، واعتقال وملاحقة أكثر من خمسة وثلاثين شخصاً، بينهم أطفال وناشطون، على يد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، خلال شهر واحد فقط.

يرى تيار المستقبل السوري بأن هذه الممارسات، التي تتنوع بين القتل خارج القانون، والاعتقال التعسفي، والتعذيب، والمداهمات المسلحة، تُعد انتهاكاً صارخاً لأبسط مبادئ حقوق الإنسان، وتُشكل تهديداً مباشراً لمسار العدالة الانتقالية، وتُضعف فرص بناء الثقة بين المكونات السورية في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ البلاد.

يؤكد تيار المستقبل السوري أن احترام كرامة الإنسان، وصون حرياته الأساسية، هو حجر الأساس لأي مشروع وطني حقيقي، ولا يمكن لأي جهة، مهما كانت مرجعيتها أو موقعها الجغرافي، أن تدّعي تمثيل الشعب السوري أو الدفاع عن مصالحه، وهي تمارس القمع، وتُصادر الحريات، وتُخضع المدنيين لمنطق القوة والسلاح.

يعتبر تيار المستقبل السوري بأن اعتقال مدنيين بسبب رفع العلم السوري، أو امتلاك صور شخصية، أو التعبير عن رأي سياسي مخالف، يُعد سلوكاً سلطوياً يُكرّس الانقسام، ويُعيد إنتاج منطق الإقصاء الذي ثار عليه السوريون، كما ونؤكد أن الهوية الوطنية لا تُختزل في رموز أو شعارات، بل تُبنى على التعدد، والاعتراف، والمواطنة المتساوية.

يطالب تيار المستقبل السوري بفتح تحقيق مستقل ومحايد في جميع الانتهاكات الموثقة، بإشراف منظمات حقوقية دولية، وتقديم المسؤولين عنها للعدالة، دون تمييز أو حصانة، كما ندعو إلى تفعيل آليات الرقابة الشعبية والقضائية على الأجهزة الأمنية في مناطق الإدارة الذاتية، بما يضمن التوازن بين الأمن والحقوق.

يُدين تيار المستقبل السوري بشدة وجود أطفال ونساء بين المعتقلين، ونعتبر ذلك مؤشراً خطيراً على انهيار منظومة الحماية، وندعو إلى إطلاق فوري لسراحهم، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي لهم، وضمان عدم تكرار هذه الانتهاكات تحت أي ذريعة.

يُحذر تيار المستقبل السوري من استمرار هذه الممارسات بأنه يُهدد وحدة البلاد، ويُضعف فرص المصالحة، ويُعمّق الانقسام، لذلك، ندعو إلى إطلاق حوار وطني شامل، تُشارك فيه جميع القوى المدنية والسياسية، من أجل صياغة ميثاق حقوقي ملزم، يُحدد قواعد التعامل مع المدنيين، ويُؤسس لمرحلة انتقالية قائمة على العدالة والمساءلة.

يرى تيار المستقبل السوري أن بناء سورية الجديدة لا يمكن أن يتم عبر القمع أو الإقصاء، بل عبر احترام الإنسان، وتمكينه، وإشراكه في صياغة مستقبله، ونؤكد أن كل شبر من الأرض السورية يجب أن يكون مساحة للحرية والكرامة، لا ساحة للخوف والملاحقة.

شاركها على:

اقرأ أيضا

إعادة تكوين الإنسان العربي: من التهميش إلى الولادة الجديدة

التحديات التي تواجه الإنسان العربي وكيف يمكن إعادة تكوينه من التهميش إلى التحول الإيجابي.

4 ديسمبر 2025

أنس قاسم المرفوع

واقع تجارة المخدرات وتعاطيها في سورية في مرحلتي ما قبل وبعد سقوط نظام الأسد

واقع تجارة المخدرات وتعاطيها في سورية قبل وبعد سقوط نظام الأسد وتأثيرها على الاقتصاد والمجتمع.

4 ديسمبر 2025

إدارة الموقع