في الأول من تشرين الأول من كل عام، يحتفل العالم بـ اليوم العالمي للمسنين، الذي أقرّته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1990، تأكيدًا على مكانة كبار السن في المجتمعات، واعترافًا بدورهم الحيوي في بناء الأوطان وصون القيم الإنسانية والثقافية.
إنّ تيار المستقبل السوري، إذ يحيّي هذه المناسبة، يؤكد على أن احترام المسنين ركيزة حضارية تعكس عمق الانتماء الوطني والإنساني والديني، ففي ظل ما عاناه شعبنا من أهوال الحرب والنزوح، كان للمسنين دورٌ صامتٌ لكنه عظيم، في الحفاظ على الهوية، ونقل الذاكرة، وتثبيت جذور الانتماء في نفوس الأجيال.
يرى تيار المستقبل السوري في هذا اليوم فرصة لإعادة الاعتبار لهذه الفئة التي كثيرًا ما تُهمّش في السياسات العامة، وندعو إلى ترسيخ ثقافة الرعاية والاحتضان للمسنين في سورية، عبر إطلاق مبادرات وطنية للرعاية المجتمعية تشمل مراكز دعم نفسي واجتماعي، وخدمات صحية متنقلة للمسنين في المناطق الريفية والمخيمات.
يرى تيار المستقبل السوري ضرورة إدماج كبار السن في الحياة الثقافية والتعليمية من خلال برامج "الراوي الشعبي" التي تتيح لهم نقل تجاربهم للأجيال الشابة، وتعزيز الحوار بين الأجيال، وتشجيع الإعلام الوطني على تسليط الضوء على قصص المسنين لإبراز دورهم في مقاومة الظلم، وصون القيم، وتوثيق الذاكرة السورية.
يدعو تيار المستقبل السوري لإقرار هذا اليوم يوماً وطنياً للمسن السوري يكون مناسبة سنوية للاحتفاء بهم داخل البلاد، وتكريم من ساهموا في خدمة المجتمع، وإطلاق حملة "كرامة العمر" تهدف إلى رفع الوعي بحقوق المسنين، ومناهضة كل أشكال التمييز أو الإهمال التي قد تطالهم.
إنّ تيار المستقبل السوري يؤمن بأن بناء سورية المستقبل لا يكتمل إلا باحترام ماضيها، والمسنون هم حراس ذلك الماضي، ومرآة القيم التي نريد أن نغرسها في الغد.
كل الاحترام والتقدير لكبارنا الذين علمونا أن الكرامة لا تُشترى، وأن الوطن يسكن في القلب قبل الأرض.