يتابع تيار المستقبل السوري بقلق واهتمام بالغ تنامي ظاهرة التسوّل في عدد من المدن السورية، لما لها من انعكاسات اجتماعية وإنسانية خطيرة، تمس كرامة الإنسان السوري وتعبّر عن عمق التحديات الاقتصادية والمعيشية التي تواجه شرائح واسعة من المجتمع.
وفي هذا السياق، كان التيار قد أصدر بتاريخ 27 يونيو 2025 بيانًا رسميًا بعنوان:
"حول قرار محافظة حمص لمعالجة ظاهرة التسوّل"،
عبّر فيه عن دعمه للإجراءات التي اتخذتها محافظة حمص آنذاك، والتي تمثلت في تنظيم حملات ميدانية لرصد حالات التسوّل، ونقل عدد من المتسوّلين إلى مراكز رعاية اجتماعية، مع التأكيد على ضرورة أن تكون هذه الإجراءات جزءًا من سياسة وطنية شاملة، لا تقتصر على المعالجة الأمنية أو الظرفية.
واليوم، إذ يرحّب تيار المستقبل السوري بالحملة التي أطلقتها مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل في محافظة حلب بتاريخ 15 أيلول 2025، والتي أسفرت عن نقل 221 متسوّلًا إلى مركز رعاية وتأهيل متخصص، فإنه يؤكد مجددًا على المبادئ التالية:
أولًا، أهمية المعالجة الاجتماعية الشاملة:
إن مواجهة ظاهرة التسوّل تتطلب مقاربة متعددة الأبعاد، تشمل:
- توفير مراكز تأهيل مجهّزة تقدم خدمات نفسية، وصحية، وتعليمية.
- دعم برامج التدريب المهني والتمكين الاقتصادي للفئات الهشة.
- إشراك المجتمع المدني في متابعة الحالات وتقديم الدعم المستدام.
- إطلاق حملات توعية وطنية تستهدف الوقاية من التسوّل عبر معالجة أسبابه البنيوية.
ثانيًا، ضرورة التعميم على المستوى الوطني:
يدعو تيار المستقبل السوري إلى تعميم هذه المبادرات على جميع المحافظات السورية، ضمن إطار مؤسساتي واضح، يضمن التنسيق بين الجهات الحكومية والمنظمات المجتمعية، ويعزز العدالة الاجتماعية ويصون كرامة الإنسان.
ثالثًا: التأكيد على الرؤية التنموية:
إن معالجة التسوّل ليست مسألة أمنية أو تنظيمية فحسب، بل هي جزء من رؤية تنموية متكاملة، تضع الإنسان في صلب السياسات العامة، وتؤسس لبيئة اجتماعية أكثر تماسكًا وإنصافًا.
يجدد تيار المستقبل السوري التزامه بدعم كل المبادرات التي تصب في خدمة المواطن السوري، وتدفع نحو بناء مجتمع متضامن، عادل، ومتماسك، يكون فيه لكل فرد مكان ودور وفرصة للحياة الكريمة.