في لحظة تحمل رمزية وطنية عميقة، شهدت العاصمة الأميركية واشنطن بتاريخ 19 أيلول/سبتمبر 2025 رفع العلم السوري فوق مبنى السفارة السورية، إيذانًا بعودة التمثيل الدبلوماسي الرسمي بعد انقطاع دام أكثر من ربع قرن.
إننا في تيار المستقبل السوري نرى في هذه الخطوة مؤشرًا إيجابيًا على بدء انخراط سورية مجددًا في المجتمع الدولي، بما يعكس التحول الجاري نحو مرحلة انتقالية وطنية، تتطلع إلى بناء دولة المؤسسات، وسيادة القانون، والتمثيل الشرعي للشعب السوري.
يرى تيار المستقبل السوري بأن رفع العلم السوري في الخارج، في هذه اللحظة التاريخية، لا يُختزل في فعل بروتوكولي، بل يُجسّد بداية استعادة سورية لمكانتها الدولية، بعد سنوات من العزلة، والانقسام، والتهميش، وهو فعل لا يكتسب شرعيته من السلطة، بل من إرادة شعبية تتطلع إلى وطن جديد، حر، تعددي، عادل، يُمثّل جميع أبنائه دون إقصاء أو احتكار.
تيار المستقبل السوري يؤكد على ما يلي:
- أن هذه الخطوة تأتي في سياق مرحلة انتقالية وطنية بدأت تتبلور بعد عقود من الاستبداد، وهي فرصة تاريخية يجب أن تُستثمر لبناء دولة حديثة، مدنية، تعددية، تُعيد الاعتبار للمواطن، وتُكرّس مبدأ المواطنة المتساوية.
- أن عودة التمثيل الدبلوماسي السوري في الخارج يجب أن تُدار بروح وطنية مسؤولة، تُعبّر عن تطلعات السوريين، وتُعزز حضور سورية كدولة فاعلة في المنظومة الدولية، لا كطرف معزول أو تابع.
- أن السفارات السورية في الخارج يجب أن تتحول إلى منصات لخدمة الجاليات، والدفاع عن حقوقهم، وتسهيل مشاركتهم في صياغة مستقبل البلاد، لا أن تُستخدم كأدوات دعائية أو سياسية ضيقة.
- أن رفع العلم السوري في واشنطن يجب أن يُواكبه رفع راية العدالة داخل سورية، عبر خطوات ملموسة تشمل ضمان الحريات العامة، وتفعيل المسار السياسي بما يضمن نجاحاً للمرحلة الإنتقالية.
- أن انفتاح سورية على العالم يجب أن يكون صحيًا، متوازنًا، قائمًا على احترام السيادة الوطنية، والانفتاح على الشراكات الدولية، دون ارتهان أو تبعية، وبما يخدم مصالح الشعب السوري في التنمية، والإعمار، والاستقرار.
يبارك تيار المستقبل السوري هذه الخطوة الرمزية، ونعتبرها بداية لمسار طويل نحو استعادة سورية لمكانتها، بشرط أن تُبنى على أسس جديدة، تُنهي منطق الدولة الأمنية، وتُكرّس دولة المؤسسات، والمساءلة، والشفافية، فسورية التي نطمح إليها ليست تلك التي تُرفع أعلامها في الخارج فقط، بل التي تُرفع فيها رايات الكرامة والحرية في الداخل.
وسورية التي نؤمن بها، هي سورية التي تُبنى بإرادة شعبها، وتُدار بمؤسساتها، وتُحترم في العالم لأنها تحترم مواطنيها أولًا.