يتابع تيار المستقبل السوري، بقلق بالغ ومسؤولية وطنية، القرار الصادر عن وزارة الأمن الداخلي في الولايات المتحدة الأمريكية بشأن إنهاء العمل بوضع الحماية المؤقتة (TPS) للمواطنين السوريين المقيمين على الأراضي الأمريكية، والمقرر دخوله حيز التنفيذ اعتباراً من 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2025.
إن هذا القرار، الذي يأتي في إطار مراجعة السياسات الأمريكية المتعلقة بالهجرة واللجوء، يستند إلى تقييم رسمي يفيد بتحسن الأوضاع الأمنية والإنسانية في سورية، عقب التحولات السياسية التي شهدتها البلاد، وعلى رأسها انهيار منظومة الاستبداد التي حكمت سورية لعقود.
وإذ يقر تيار المستقبل السوري بأن البلاد بدأت تخطو نحو مرحلة جديدة من التعافي الوطني، فإنه يرى أن هذا التقييم لا يعكس بصورة دقيقة لحجم التحديات التي لا تزال قائمة في عدد من المناطق السورية، سواء على الصعيد الأمني أو الاقتصادي أو الخدمي.
يعرب تيار المستقبل السوري عن بالغ قلقه إزاء التداعيات الإنسانية المحتملة لهذا القرار على آلاف السوريين الذين وجدوا في الولايات المتحدة ملاذاً آمناً خلال سنوات الحرب، وبنوا فيها حياتهم ومجتمعاتهم، كما نرى أن المهلة الزمنية المحددة بستين يوماً، رغم أهميتها، تبقى غير كافية لضمان عودة آمنة وكريمة، ما لم تترافق مع إجراءات انتقالية مرنة وضمانات دولية واضحة تضمن احترام حقوق العائدين وتوفير مقومات الحياة الكريمة لهم.
وعليه، يدعو تيار المستقبل السوري الإدارة الأمريكية إلى إعادة النظر في آليات تنفيذ القرار، بما يشمل إمكانية تمديد الوضع القانوني لبعض الحالات الإنسانية، أو إطلاق برامج دعم مشتركة تضمن انتقالاً سلساً يحترم كرامة الإنسان السوري، كما يناشد التيار المجتمع الدولي، والمنظمات الإنسانية، والدول الصديقة، إلى تكثيف جهودها في دعم عملية إعادة إعمار سورية، وتوفير فرص العمل والتعليم، بما يجعل العودة الطوعية خياراً واقعياً ومستداماً.
يؤكد تيار المستقبل السوري، في هذا السياق، التزامه الثابت بمبادئ الحرية وحرصه على بناء سورية جديدة تقوم على العدالة والمواطنة، كما يشدد على أهمية الحوار المسؤول بين الحكومات والمجتمعات المدنية لمعالجة قضايا الهجرة واللجوء بروح من التعاون والتضامن الإنساني، بعيداً عن الحسابات الضيقة.
سيواصل تيار المستقبل السوري متابعة هذا الملف الحيوي، والعمل مع كافة الأطراف المعنية لضمان أن تكون عودة السوريين إلى وطنهم خطوة نحو الاستقرار والازدهار، لا عبئاً جديداً يضاف إلى معاناتهم.
