المكتب السياسيد. زاهر إحسان بعدرانيرئيس التيارمقال / تصريحمكتب الرئاسة

تيار المستقبل السوري والملف الكوردي السوري

كانت سورية زمن الأسد الأب والابن مُتخمة بمظلوميات كثيرة، على رأسها “مظلومية المُكوّن الكردي”، ولعلنا نوجز على عجالة أهم صور تلكم المظلومية:
1- عدم إعطاء كثير من الكورد حقّ الجنسية السورية، واعتبارهم من مكتومي القيد، بهويّةٍ ذات لون الأحمر.
2- عدم السماح بتسجيل أسماءَ كوردية في دوائر الدولة الرسمية.
3- عدم السماح لهم بالاحتفال بأعيادهم الكوردية، وطمس التّراث الكوردي، مثل عيد النيروز.
4- عدم قبول ترفيع الكورد ضمن الرتب العسكرية للجيش السوري، بدءً من رتبة “ركن”.
5- محاربة اللغة الكوردية، وعدم اعتبارها لغةً رسمية.

لكل هذا لم يكن مستغرباً أن يكون الكورد السوريون من أوائل الثائرين على نظام الأسد 2011م، ولو أن تاريخهم السوريَّ المعاصر يشهد لهم بثورات متعددة، لعل أهمها أحداث القامشلي 2004م، واحتجاجات 2005م بعد اغتيال الشيخ معشوق الخزنوي، وغيرها.
لقد عانى المكون الكوردي حرماناً شديداً لحقوقهم السياسية والاجتماعية بل والإنسانية، الأمر الذي نعمل في تيار المستقبل السوري على تصويبه، وعدم السماح بعودة سلبياته على أي مكون سوري، وبالأخص المكوّن الكوردي.

نظرة واقعية
بعد الثورة السورية، ودخول داعش والتحالف الدولي والأتراك والروس والإيرانيين:
لا شك أن المشهد السوري (خصوصاً) بات معقّد الملامح، كما لا يخفى التأثير السلبي للدول الخارجية على الملف السوري (عموماً)، ولقد قدّمنا في قسم البحوث والدراسات التابع للمكتب العلمي لِ تيار المستقبل السوري ورقةً بحثيّةً مُستفيضة، شرحنا بها الحالة الكوردية، وكانت بعنوان: “قراءة موضوعية في العلاقة بين قسد والمعارضة السياسية”.
لهذا كان من الضروري للمكوّن الكوردي أن يوحّد صفوفه بتياراته المختلفة، وذلك لأجل سورية أولاً، ولأجل نماء المكون الكوردي تحديداً، وحتى لا تضيع تضحياته بزحمة التّقاطعات الدولية المختلفة، والمحاور الإقليمية المؤثِّرة والمتفاعلة مع الملف السوري ضمن رؤيتها وحساباتها الضيقة.

يمكننا القول أن تيار المستقبل السوري قادرٌ على أن يكون بيضة القبان في هذا الملف، كما يُمكن تلخيص دوره بثلاثة مستويات:
المستوى الأول: العلاقة الداخلية عبر مايلي:

  • تيار المستقبل السوري يُعتبر أحد الركائز السياسية السورية المتواجدة بالداخل السوري خارج سيطرة النظام، والذي يُمثّل الجانب العربي أو بعضاً منه، وكذلك الجانب الكوردي أو بعضاً منه.
  • تيار المستقبل السوري يملك تواصلاً صحياً مع كافة مكونات الشعب السوري بالداخل، وله شعبية محترمة ضمن الحاضنة الثورية العربية بالشمال والجنوب السوري، وصولاً لقلب السويداء.
  • تيار المستقبل السوري صاحب رؤية وطنية سياسيةٍ حرّة من جهة، ودينية معتدلة من جهة أخرى، الأمر الذي يجعله ذا مكانة مقصودة بالداخل الشعبي السوري.
    المستوى الثاني: العلاقة مع المعارضة السورية المتنوعة والتي اكتسبها تيار المستقبل السوري بسبب عدة عوامل منها:
  • تمثيله للوسطية الدينية، والوطنية السياسية، والديمقراطية المنهجية.
  • علاقات طيبة مع كافة الأطراف السورية رغم تبايناتها، والتي تقوم على الاحترام والتعاون.
  • نظافة الكف مالياً، والاستقلالية الفكرية والإدارية بمعانيها المختلفة.
    المستوى الثالث: العلاقات الدولية، والتي جعلت تيار المستقبل السوري طرفاً سورياً صديقا للمجتمع الدولي ككل، وله اعتراف رسمي في أمريكا، وتواصل فعال مع جميع الأطراف الأمريكية سياسياً وغير ذلك، مما عاد في العقد الأخير بالخير لصالح سورية وشعبها.

كما أنّ لِ تيار المستقبل السوري علاقات صداقة متينة مع الأوروبين الأتراك بكل المستويات السياسية والأمنية.

وانطلاقاً من كل ما ورد، فإننا في تيار المستقبل السوري نؤمن أن العلاقة مع “أربيل” ستُضيف عمقاً جيوسياسياً من جهة، وستضيف للأصدقاء في أربيل امتداداً سورياً حقيقياً في الداخل والخارج معاً.

خاتمة:
لا شك أن الوضع السوري، خصوصاً فيما يخص القضية الكوردية معقدٌ بشكل كبير ومثير، خاصةً بعد ما جرى في المنطقة الشرقية من تحركات عشائرية عربية، قد تكون إشارةً حقيقيةً لضرورة إنجاز بناء عِقدٍ اجتماعيٍّ حقيقيٍّ متين، يحفظ لجميع المكونات السورية حقوقها، الأمر الذي نتطلع إلى أن تكون “أربيل” ذات دور فعال في تحريكه.
فتيار المستقبل السوري بما يملكه من علاقات صحيّةٍ مع الداخل السوري والمعارضة السورية من جهة، ومع الأمريكان من جهة ثانية، فإنها تؤسس لأمرين:
الأول: دور تيار المستقبل السوري المحوري والدقيق بحل القضايا السورية الكبيرة، خصوصا منها القضية الكوردية، والتي نستشعرها في تيار المستقبل السوري ونعلم أهميتها.
الثاني: ضرورة أن يرى المهتمون في الشأن السوري عموماً، والكوردي منه خصوصاً أهمية هذا الدور والمكانة الذي يلعبه تيار المستقبل السوري.

لأجل ذلك, فإننا نُقدر عالياً أي تنسيق وتعاون مع الأخوة في أربيل بما يخدم مصالح بلدينا، وأهلنا الكورد على وجه الخصوص.

د. زاهر إحسان بعدراني
مكتب الرئاسة
مقال
تيار المستقبل السوري

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى