في الثالث والعشرين من أغسطس، يجتمع العالم لإحياء ذكرى تجارة الرقيق وإلغائها، ذلك الجرح التاريخي الذي امتد عبر القرون، تاركًا دروسًا عميقة عن النضال من أجل الحرية والكرامة الإنسانية.
ونحن في تيار المستقبل السوري نحتفي بهذا اليوم العالمي، الذي يتزامن مع ذكرى انتفاضة العبيد في سان دومينغو عام 1791، تلك الثورة التي أضاءت شعلة الحرية ومهدت الطريق لإلغاء العبودية، حيث نرى هذا اليوم دعوة مستمرة للتأمل في قيم العدالة، والمساواة، ورفض كل أشكال الظلم والاستعباد.
ينطلق تيار المستقبل السوري من واقع سورية الحالي، ونحن نعيش مرحلة انتقالية حافلة بالتحديات، لنجد أصداء هذا اليوم تتردد في واقعنا. لقد عانت سورية من أشكال مختلفة من "الاستعباد" الحديث، سواء كانت سياسية عبر القمع والاستبداد، أو اقتصادية عبر الحرمان والدمار، أو اجتماعية عبر التشرذم والصراعات.
لكن، كما أن انتفاضة 1791 كانت بداية لتحرر شعب، فإن سورية اليوم تقف على أعتاب تحرر جديد، يقوم على إعادة بناء وطن يسوده الأمل والعدالة بعدما أزاح السوريون نظام الأسد. إن نضال السوريين اليوم بعد التحرير لتأمين احتياجاتهم الأساسية – الماء، الكهرباء، الأمن – يعكس ذات الروح التي قاومت العبودية قديمًا: روح الكرامة والإصرار على استعادة الحقوق.
يرى تيار المستقبل السوري في هذا اليوم رمزًا للأمل السوري، حيث تتشابك قصص النضال عبر التاريخ مع حلم شعبنا ببناء وطن حر، وموحد، ومزدهر.
إن إحياء هذه الذكرى يذكّرنا بأن الحرية ليست هدية، بل مكتسبة بالتضحيات، وأن سورية، كما قاومت شعوب أخرى أغلالها، قادرة على تجاوز جراح الماضي لبناء مستقبل يليق بكرامة أبنائها.
يدعو تيار المستقبل السوري السوريين كلهم إلى استلهام هذا اليوم العالمي كدافع لتعزيز الوحدة الوطنية والعمل المشترك.
لنجعل من هذه الذكرى منارة تنير دروبنا نحو إعادة إعمار سورية، ليس فقط بالبنية التحتية، بل بإعادة بناء الثقة بين أبناء الوطن الواحد، ولنعمل معًا بإلهام من التاريخ، لتحرير سورية من كل أشكال الظلم، مستلهمين قوة الإرادة التي حطمت أغلال العبودية قبل قرون.
نستذكر مقولة الفاروق الخالدة: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا.