يرحب المكتب الإعلامي لـِ تيار المستقبل السوري بانطلاقة وكالة الأنباء السورية "سانا" بحلتها المتجددة، تحت شعار "سانا.. نقطة تحول"، كما أُعلن عنها في 20 آب/أغسطس 2025 بالمركز الوطني للفنون البصرية بدمشق، حيث نعتبر هذه الخطوة نقلة نوعية في المشهد الإعلامي الرسمي، آملين ومتفائلين بأن تتجاوز "سانا" دورها التقليدي كنشرة حكومية إلى منصة إعلامية متعددة الوسائط، ملتزمة بمعايير المهنية العالمية والمصداقية التحريرية.
يعتقد تيار المستقبل السوري أنه من الجوانب الإيجابية البارزة لهذا الإطلاق، يبرز الالتزام بإعادة هيكلة الكوادر البشرية وتطوير البنية التحتية التقنية، بما في ذلك استحداث مديريات متخصصة في الإعلام الرقمي والبصري، واعتماد أدوات الذكاء الاصطناعي لتعزيز الدقة والسرعة في نقل الخبر، كما يُشاد بتوسيع التغطية الجغرافية إلى شبكة مراسلين محليين ودوليين، وإضافة خمس لغات رئيسية (الإنكليزية، الفرنسية، الإسبانية، التركية، والكردية) إلى جانب العربية، مما يعزز التواصل الثقافي والإعلامي العابر للحدود ويفتح أبوابًا لاستعادة الثقة الدولية في الإعلام السوري.
وبحسب متابعتنا فإن هذه التطورات أدت إلى ارتفاع ملحوظ في الزيارات الإلكترونية بنسبة تفوق 600%، ونمو المتابعات على وسائل التواصل بنسبة 400%، ما يعكس استجابة إيجابية من الجمهور ويؤكد على دور "سانا" كقاطرة للإعلام الوطني في دعم المصالحة والإعادة الإعمار.
يحذر تيار المستقبل السوري من بعض الجوانب السلبية المحتملة، مستندًا إلى السياق التاريخي والمخاوف المثارة في المناقشات العامة، فقد ارتبط اسم "سانا" سابقًا بمرحلة دعائية للنظام البائد، حيث تحولت إلى أداة لتبرير القمع وتزييف الحقائق، مما يستدعي جهودًا مكثفة لضمان استقلاليتها الكاملة عن أي تأثيرات سياسية أو فئوية، كما يثير تساؤلات حول مصير الأرشيف الضخم الذي يحتوي على مواد إعلامية تاريخية، بما في ذلك صور وفيديوهات ووثائق قد تكون حاسمة للعدالة الانتقالية والذاكرة الجماعية، خشية إتلافها أو سرقتها كما حدث مع أرشيفات أمنية سابقة، حيث نرى أن هذه المخاوف قد تعيق بناء ثقة مستدامة إذا لم تُعالج بسياسات شفافية صارمة وآليات رقابة مستقلة.
نؤكد في تيار المستقبل السوري أن نجاح "سانا" الجديدة يعتمد على تحويلها إلى مرآة حقيقية لتطلعات الشعب السوري، بعيدًا عن الاستقطاب، وندعو إلى تعزيز الشراكات الإعلامية الوطنية لدعم مسيرة الديمقراطية والشفافية.