في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها سورية، ومع استمرار المساعي الوطنية لبناء دولة موحدة لكل السوريين، يعلن تيار المستقبل السوري دعمه الكامل للمبادرة الأهلية الرامية إلى معالجة أزمة السويداء، والتي أطلقتها نخبة من الشخصيات الوطنية الحريصة على صون النسيج الاجتماعي وتعزيز الانتماء الوطني.
إن تيار المستقبل السوري يرى في هذه المبادرة، التي تدعو إلى حوار شامل ووقف التحريض الطائفي، خطوة جوهرية نحو ترسيخ قيم التعايش السلمي، وتأكيد الانتماء إلى وطن واحد يجمع جميع السوريين، بعيدًا عن أي اصطفافات تهدد وحدة البلاد.
يؤكد تيار المستقبل السوري، الذي ينطلق من رؤية وطنية جامعة لسورية المستقبل، أن هذه المبادرة تعكس الروح الحقيقية للوطنية السورية، وترفض بشكل قاطع أي تدخل خارجي أو دعوات انفصالية، ونُشدد على أهمية التمييز بين المطالب المشروعة لأبناء الوطن، وبين التصرفات التي تسيء إلى وحدة سورية، كما حدث مؤخرًا في بعض مظاهرات السويداء، حيث رُفعت رموز لدول أجنبية ودُعيت شعارات تتناقض مع الإرادة الوطنية الجامعة، فتلك التصرفات لا تمثل الشعب السوري الأصيل، بل تُستغل لتفتيت الصف الوطني، وهي مرفوضة شكلاً ومضمونًا.
إننا في تيار المستقبل السوري ورغم رفضنا لهذه السلوكيات، فإن موقفنا ينبع من حرصنا على وحدة سورية، لا من رغبة في التصعيد. لذا، نؤيد دعوة المبادرة إلى وقف التحريض والعودة إلى الحوار الوطني الشامل، الذي يضم جميع الأطراف دون استثناء، لمعالجة الأزمات المتراكمة، بما فيها حوادث الخطف والقتل والتهجير التي شهدتها السويداء ومناطق أخرى، ونعتبرها امتداداً لدعوة رئيس التيار الدكتور زاهر بعدراني لقبول وساطته لحل ملف السويداء ويصب في بوتقتها.
إن تيار المستقبل السوري يرى تعزيز الخطاب الوطني الجامع، كما شدد عليه القائمون على المبادرة، هو السبيل الأمثل لإعادة بناء الثقة وترميم النسيج الاجتماعي، بعيدًا عن الطائفية والانقسامات، مع التركيز على الهوية السورية التي تجمع العرب والكرد والدروز وغيرهم تحت راية الوطن الواحد.
يدعو تيار المستقبل السوري جميع أبناء الشعب السوري إلى الانخراط في هذا الحوار البناء، كما يطالب الجهات المعنية بتوفير بيئة آمنة تضمن نجاح المبادرة، ورفض أي محاولات للاستغلال الخارجي، وسنبقى ملتزمين برؤيتنا لسورية موحدة، يسودها القانون والعدالة، وتُصان فيها حقوق جميع المواطنين دون تمييز، لنطوي صفحة الانقسام ونرسم مستقبلًا يليق بتضحيات شعبنا العظيم.