يتقدم تيار المستقبل السوري بخالص التعازي لأسرة الشاب الذي لقي مصرعه ووالده المصاب جراء انفجار لغم أرضي في قرية المشون بريف دير الزور الجنوبي بتاريخ 17 أغسطس 2025.
إن هذا الحادث المؤلم يُسلط الضوء على الخطر الداهم الذي تُشكله الألغام الأرضية، تلك الآفة التي تُهدد حياة الملايين وتُمزق نسيج الأسر السورية، مُعيقةً طموحاتها في العيش بسلام وأمان.
هذا، وتشير تقارير الأمم المتحدة لعام 2024 إلى أن 10.3 مليون سوري، نصفهم أطفال، يعيشون في مناطق ملوثة بالألغام، كما أفادت منظمة هانديكاب إنترناشونال في 2024 أن 70% من ضحايا الألغام هم مدنيون، مع تطهير أقل من 5% من المناطق الملوثة بسبب نقص التمويل.
إن هذه الأرقام تجسد مأساة إنسانية تُثقل كاهل الأسر، خاصة في مناطق مثل دير الزور التي عانت ويلات النزاع.
إننا في تيار المستقبل السوري نُجدد التزامنا بدعم أي جهود حكومية أو دولية لتطهير الأراضي السورية من الألغام، مؤكدين أن إنهاء هذا الخطر يتطلب نهجاً عالمياً يتماشى مع اتفاقية حظر الألغام المضادة للأفراد (1997) وتوصيات المنظمات الدولية المتخصصة.
لذلك، ندعو إلى:
- خطة وطنية لإزالة الألغام، والتعاون مع خبراء الأمم المتحدة والمنظمات ذات الصلة لتطهير المناطق الملوثة بحلول 2030، مع تخصيص تمويل مستدام.
- توعية مجتمعية مكثفة عبر تنفيذ حملات تثقيفية موجهة للأسر والأطفال، خاصة في المناطق الريفية، لتجنب مخاطر الألغام.
- دعم الأسر المتضررة من خلال توفير مساعدات طبية، نفسية، ومادية عاجلة، مع إنشاء صندوق وطني لتعويض الضحايا.
- شراكات دولية متخصصة تتمثل بتشكيل لجنة وطنية بدعم من خبراء دوليين لوضع استراتيجية شاملة للقضاء على الألغام.
إن الأسر السورية هي نبض الوطن، ولا يمكن لسورية أن تنهض دون ضمان سلامة مواطنيها.
ندعو جميع الأطراف، مستلهمين روح الوحدة السورية، إلى تحويل هذا الألم إلى حافز لبناء مستقبل خالٍ من الخوف.
فلنعمل معاً لجعل إنهاء ملف الألغام وعدًا للأجيال القادمة، وسورية وطنًا آمنًا ينبض بالحياة والأمل.