يتابع تيار المستقبل السوري باهتمام بالغ قرار وزارة الداخلية السورية بإزالة الحواجز الأمنية من مدن وقرى الساحل السوري، الذي بدأ يوم السبت 2025/08/16م، بما في ذلك اللاذقية وطرطوس، كخطوة معلنة لتعزيز الانفتاح وتسهيل حياة المواطنين بعد التحولات السياسية التي شهدتها سورية عقب سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر 2024.
وإذ نرحب بكل جهد يهدف إلى تخفيف معاناة الشعب السوري وتسهيل حركته اليومية، فإننا نعرب عن قلقنا إزاء التداعيات الأمنية المحتملة لهذا القرار في ظل استمرار التوترات والهجمات المسلحة التي تستهدف نقاطًا عسكرية في المنطقة.
إن إزالة الحواجز الأمنية، التي كانت توحي بكونها عبئًا على حياة المواطنين وتعيق النشاط الاقتصادي، تمثل خطوة إيجابية نحو استعادة الحياة الطبيعية في الساحل السوري، وهي منطقة حيوية للاقتصاد الوطني.
ومع ذلك، فإن هذه الخطوة تتطلب استراتيجية أمنية شاملة تضمن استقرار المنطقة وحماية مواطنيها من أي مخاطر محتملة، فقد أثار القرار مخاوف مشروعة بين سكان الساحل، الذين يعانون من حالة عدم اليقين إزاء قدرة السلطات على مواجهة التحديات الأمنية الراهنة.
يدعو تيار المستقبل السوري الحكومة السورية إلى اتخاذ التدابير التالية لضمان نجاح هذه الخطوة وتعزيز الثقة بين المواطنين والسلطات:
- وضع خطة أمنية بديلة، وتعزيز الدوريات الأمنية واستخدام تقنيات المراقبة الحديثة لضمان الأمن دون إعاقة حركة المواطنين.
- الشفافية في التواصل، وإطلاع الشعب السوري على تفاصيل الخطة الأمنية المرافقة لهذا القرار، مع توضيح الآليات التي ستحمي المناطق من الحواجز.
- التعاون الإقليمي، والتنسيق مع الأطراف الإقليمية الفاعلة، بما في ذلك تركيا وروسيا، لضمان استقرار الساحل السوري كمنطقة استراتيجية.
- دعم إعادة الإعمار، عبر استثمار هذا القرار لتسهيل النشاط الاقتصادي ودعم مشاريع إعادة تأهيل البنية التحتية، خاصة في قطاعات المياه والطاقة، بالتعاون مع شركاء دوليين.
يؤكد تيار المستقبل السوري التزامه بدعم كل الجهود الرامية إلى بناء سورية مستقرة ومزدهرة، ويشدد على ضرورة أن تكون هذه الخطوات مدروسة ومبنية على أسس تحمي أمن المواطنين وتلبي تطلعاتهم نحو حياة كريمة.
إننا في مرحلة انتقالية حساسة تتطلب توازنًا دقيقًا بين الانفتاح والحفاظ على الاستقرار، وندعو جميع الأطراف إلى العمل المشترك لتحقيق هذا الهدف.
