في خطوة تحمل دلالات سياسية وأمنية بالغة الأهمية، أعلنت وزارة الدفاع التركية يوم الأربعاء 13 آب 2025 عن توقيع مذكرة تفاهم مشتركة مع الجمهورية العربية السورية، تهدف إلى تعزيز التعاون في مجالي التدريب العسكري وتقديم الاستشارات الفنية.
وقد جرى التوقيع خلال زيارة رسمية لوفد سوري رفيع المستوى إلى العاصمة أنقرة، ضمّ وزير الدفاع السوري، ووزير الخارجية، ورئيس جهاز الاستخبارات العامة، حيث استُقبلوا من قبل وزير الدفاع التركي في مقر الوزارة.
إن تيار المستقبل السوري، بوصفه تياراً وطنياً مستقلاً يؤمن بضرورة بناء الدولة السورية الحديثة على أسس السيادة، الكفاءة، والانفتاح الإيجابي، فإنه يرى في هذه الخطوة مؤشراً واعداً نحو إعادة تموضع سورية في محيطها الإقليمي، عبر بوابة التعاون المؤسساتي مع دول ذات خبرات متقدمة وتجارب ناجحة في بناء الدولة.
إن توقيع مذكرة التفاهم مع الجمهورية التركية، بما تمثله من ثقل إقليمي وتجربة مؤسساتية متقدمة، يفتح آفاقاً جديدة أمام مؤسسات الدولة السورية، لا سيما في القطاع العسكري والأمني، للارتقاء بمعايير الأداء، وتحديث البنية التنظيمية، وتعزيز الكفاءة المهنية، بما ينسجم مع تطلعات الشعب السوري نحو دولة قوية، عادلة، ومحصّنة.
يؤمن تيار المستقبل السوري بأن التعاون الإقليمي ليس ترفاً سياسياً، بل ضرورة استراتيجية في ظل التحديات الأمنية والاقتصادية التي تواجه المنطقة.
ومن هنا، فإننا نثمّن هذا الانفتاح المدروس على تركيا، وندعو إلى توسيع دائرة التعاون لتشمل مجالات أخرى كالإدارة العامة، والتعليم، والصحة، والتكنولوجيا، بما يسهم في بناء منظومة وطنية متكاملة قادرة على النهوض بالبلاد.
يؤكد تيار المستقبل السوري أن السيادة الوطنية لا تُصان بالانغلاق، بل تُعزّز عبر شراكات ذكية تحفظ القرار الوطني، وتستفيد من الخبرات الدولية في تطوير الأداء المؤسسي.
وبهذا المعنى، فإن مذكرة التفاهم الموقّعة تمثل خطوة في الاتجاه الصحيح، إذا ما تمّت إدارتها ضمن رؤية وطنية واضحة، تضع مصلحة سورية فوق كل اعتبار.
يرى تيار المستقبل السوري أن هذا التطور يحمل رسالة مزدوجة إلى الداخل السوري بأن الدولة تسير نحو التحديث والانفتاح، وإلى الخارج بأن سورية الجديدة تسعى لتكون شريكاً فاعلاً في محيطها، لا عبئاً عليه.
وهي رسالة نرى أنها تنسجم مع مبادئ تيار المستقبل السوري في بناء دولة مدنية، مؤسساتية، ذات سيادة، ومنفتحة على العالم.