في الوقت الذي تتفاقم فيه آفة المخدرات وتنهش جسد المجتمع السوري المنهك، نتابع في تيار المستقبل السوري باهتمام بالغ إعلان وزارة الداخلية في الحكومة السورية عن تخريج الدفعة الأولى من دورة مكافحة المخدرات في مدينة حارم بتاريخ 10 آب / أغسطس 2025، بحضور وفود من قطر والعراق.
إن تيار المستقبل السوري إذ يُثمّن كل جهد مخلص يُبذل في سبيل التصدي لهذه الكارثة الأخلاقية والاجتماعية، فإننا نؤكد أن المعركة ضد المخدرات لا تُكسب بالزي الرسمي وحده، بل تحتاج إلى منظومة متكاملة من الوعي، والعدالة، والشفافية، والمساءلة.
لقد سبق لتيار المستقبل السوري أن أطلق في آذار / مارس 2025 دراسة بحثية بعنوان: "المخدرات وخطورتها على الإنسان والمجتمع السوري"، تناولت بالأرقام والتحليل كيف تحولت تجارة المخدرات إلى أداة تدمير ممنهجة، تُستخدم لتفكيك النسيج الاجتماعي، وتغذية اقتصاديات الحرب، وتكريس ثقافة الإفلات من العقاب.
وقد خلصت الدراسة إلى أن مكافحة المخدرات لا يمكن أن تكون فعالة إلا إذا اقترنت بـ:
- إصلاح مؤسسات العدالة والأمن، وتحصينها من الفساد والتسييس.
- إشراك المجتمع المحلي في الرقابة والتوعية، لا كمُتلقي سلبي بل كشريك فاعل.
- تفكيك شبكات الإنتاج والتهريب المرتبطة بمراكز النفوذ العسكري والاقتصادي.
- بناء برامج إعادة تأهيل حقيقية للمدمنين، تحفظ كرامتهم وتعيد دمجهم في المجتمع.
يعتبر تيار المستقبل السوري حضور وفود عربية في هذا الحدث يحمل دلالات إيجابية، لكنه لا يعفي الجهات المحلية من مسؤولية تقديم نموذج أخلاقي وشفاف في إدارة هذا الملف، فالمخدرات هي منظومة فساد تُنتج وتُسوّق وتُحمى.
يؤكد تيار المستقبل السوري التزامه الكامل بمواجهة هذه الآفة، وندعو إلى تحويل هذه الدورة التدريبية إلى بداية لمسار وطني شامل، يُبنى على المعرفة، ويُدار بالشفافية، ويُراقب من قبل المجتمع.
فليكن هذا التخريج خطوة أولى نحو مستقبل لا يُدار بالمهدئات، بل يُبنى على الوعي والمواجهة.
