يتابع تيار المستقبل السوري في ظل الظروف الإنسانية المتفاقمة التي يشهدها الجنوب السوري، وعلى رأسها محافظة السويداء، إعلان الاتحاد الأوروبي تخصيص مبلغ 1.6 مليون يورو لدعم الاستجابة الإنسانية في المنطقة، وذلك بالتنسيق مع شركائه الدوليين.
إننا في تيار المستقبل السوري إذ نُثمن أي جهد دولي يهدف إلى تخفيف معاناة السوريين، فإننا نؤكد على ضرورة احترام السيادة الوطنية، فمرور المساعدات الإنسانية عبر مؤسسات الدولة السورية هو شرط أساسي لضمان الشفافية، وتفادي التسييس، والحفاظ على وحدة القرار الوطني، وإن تجاوز الدولة أو التعامل مع جهات غير رسمية يُعد انتهاكاً للسيادة، ويُهدد بتكريس الانقسام وتعطيل جهود التعافي الوطني.
يشدد تيار المستقبل السوري على ضرورة تعزيز التنسيق الرسمي لضمان الفعالية، إذ المؤسسات الوطنية، بما فيها الوزارات المعنية والمنظمات الرسمية كالهلال الأحمر العربي السوري، تمتلك الخبرة والبنية اللازمة لتوزيع المساعدات بشكل عادل وفعّال، بعيداً عن المحسوبيات أو التوظيف السياسي.
يدعو تيار المستقبل السوري إلى خطورة التركيز على مناطق دون أخرى، أو التعامل مع الأزمة من منظور طائفي أو مناطقي، إذ ذلك يُضعف من مصداقية أي تدخل دولي.
هذا ونطالب بأن تكون الاستجابة شاملة، عادلة، ومنسجمة مع أولويات السوريين كافة، لا مع أجندات ضيقة.
يدعو تيار المستقبل السوري الاتحاد الأوروبي وكافة الجهات المانحة إلى فتح قنوات تنسيق مباشرة مع الدولة السورية، بما يضمن احترام السيادة، ويُعزز من أثر المساعدات، ويُعيد الاعتبار للعمل الإنساني كجسر للتضامن لا كأداة للضغط أو التوظيف.
يؤكد تيار المستقبل السوري أن السوريين، في الجنوب وفي كل مكان، يستحقون دعماً إنسانياً نزيهاً، يمر عبر مؤسساتهم الوطنية، ويُعزز من قدرتهم على الصمود والتعافي، لا أن يُستخدم كوسيلة لتكريس الانقسام أو تجاوز إرادتهم الجامعة.