في ظل التحولات المتسارعة التي تشهدها سورية والمنطقة، تابع تيار المستقبل السوري باهتمام بالغ زيارة وزير الخارجية السيد أسعد الشيباني إلى العاصمة الروسية موسكو بتاريخ 30 تموز/يوليو 2025، وهي الزيارة الرسمية الأولى لمسؤول حكومي بعد تشكيل الحكومة الانتقالية عقب سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر 2024.
يرى تيار المستقبل السوري أن هذا الحدث يُمثل محطة مفصلية في السياسة الخارجية السورية، ويعكس توجهًا جديدًا لإعادة صياغة علاقات سورية الدولية، وخاصة مع الدولة الروسية، على أسس الندية، والسيادة، والمصالح الوطنية المتبادلة.
يرى تيار المستقبل السوري أن أولويات الزيارة ورسائلها السياسية تتمثل بـ:
- لقاءات رسمية رفيعة المستوى مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف، بحضور وفد وزاري موسّع ضم وزيري الدفاع والاستخبارات.
- التأكيد على دور الجاليات السورية في الخارج، واعتبارها ركيزة في عملية التعافي الوطني وإعادة تعريف صورة سورية أمام العالم.
- خطاب جديد حول العدالة الانتقالية، حيث دعا الوزير الشيباني إلى "تعاون صادق وكامل" من الجانب الروسي لدعم المسار الحقوقي في سورية.
وبخصوص المعلومات المتداولة عن جملة من التفاهمات التي تبلورت خلال الزيارة:
- تشكيل لجان وزارية مشتركة لمراجعة الاتفاقيات العسكرية والأمنية السابقة، وخاصة تلك المتعلقة بالقواعد الروسية في طرطوس وحميميم.
- تقارير عن تنسيق روسي مع قوات "قسد" في شمال شرق سورية، تثير تساؤلات حول مستقبل الوجود الروسي في مناطق النفوذ المتداخلة.
- دعوة رسمية للرئيس السوري الانتقالي السيد أحمد الشرع للمشاركة في القمة الروسية-العربية المقرر عقدها في أكتوبر 2025، وهو مؤشر على توجه موسكو نحو تطبيع العلاقة مع القيادة السورية الجديدة.
- تداول أنباء عن شطب أسماء من قوائم الإرهاب الدولية، من بينها الرئيس الشرع وبعض القادة العسكريين، في خطوة تسهّل مسار الاعتراف الدولي بالسلطة الانتقالية.
يؤكد تيار المستقبل السوري ومن خلال هذه المعلومات، وبصفته تيارًا مستقلًا يدعم بناء مؤسسات الدولة، أن العلاقات الخارجية يجب أن ترتكز على:
- احترام السيادة الوطنية، وإعادة صياغة الاتفاقيات الدولية بما يخدم مصالح سورية أولًا.
- إشراك الجاليات السورية في الخارج كشريك وطني في إعادة الإعمار وصياغة الهوية الوطنية الجديدة.
- بناء علاقات دولية على قاعدة الندية والتوازن، بعيدًا عن منطق المحاور أو النفوذ الأحادي.
- الالتزام بالعدالة الانتقالية كمسار غير قابل للمساومة، يُسهم في تثبيت شرعية الحكم وبناء ثقة شعبية ومؤسساتية مستدامة.
يدرك تيار المستقبل السوري أن المرحلة الحالية لا تسمح بالمجاملات أو الخطابات الرمزية، بل تتطلب وضوحًا في الرؤية وجرأة في الموقف، لمواجهة تحديات الداخل ومخاطر الاستقطاب الخارجي.
ونشدد على أن أي تفاهمات دولية يجب أن تخضع لمساءلة وطنية، وأن تُترجم فعليًا إلى إجراءات تضمن استقلال القرار السوري، وتحفظ كرامة السوريين داخل الوطن وخارجه.
يؤكد تيار المستقبل السوري على مواصلته الدفاع عن مشروع وطني يستند إلى مؤسسات شرعية، وعدالة منصفة، وعلاقات دولية محترمة، تبني مستقبلًا لسورية يكون فيه المواطن محور السياسة، والسيادة أساس الشراكة، والمشاركة جوهر الإصلاح.