في سياق سلسلة التكريمات التي يقدّمها تيار المستقبل السوري لأعلام سورية الذين نصروا الثورة ووقفوا إلى جانب قيم الكرامة والحق، نحتفي اليوم بإحدى القامات العلمية والدعوية البارزة، صاحب الصوت المزلزل والمنبر الهادر، الشيخ الجليل كرَيِّم راجح.
سيرة علم وجهاد:
- وُلد عام 1926م في بلدة كفر حور جنوب غرب دمشق، ونشأ في حي الميدان الدمشقي في أسرة فقيرة تعمل باللحم، وتعلّم القرآن.
- حفظ القرآن الكريم على يد الشيخ ياسين الزرزور، وتلقى تعليمه الشرعي في جامع منجك، ثم التحق بكلية الشريعة بجامعة دمشق، وحصل على دبلوم في التربية.
- أُجيز بالقراءات العشر من طريقي الشاطبية والدرة، وتتلمذ على يد علماء كبار مثل الشيخ أحمد الحلواني والشيخ عبد القادر قويدر.
- عمل مدرسًا شرعيًا لأكثر من أربعة عقود، ودرّس في معهد الفتح والثانوية الشرعية، وألقى دروسًا وخطبًا في عدد من مساجد دمشق.
- تولّى مشيخة قرّاء بلاد الشام بعد وفاة الشيخ حسين خطاب عام 1988، وبويع له في المسجد الأموي بحضور كبار علماء الشام.
- له مؤلفات قيمة في تفسير القرآن والقراءات، منها: أوضح البيان، مختصر تفسير القرطبي، مختصر تفسير ابن كثير، والقراءات العشر المتواترة.
- تميزت خطبه بقوة التأثير ونصرة القضايا العادلة، وذاع صيته كأحد أبرز الخطباء المؤثرين في سورية والعالم الإسلامي.
الموقف الثوري والموقف الديني:
- وقف بجرأة مع الثورة السورية منذ انطلاقتها، واعتبرها ثورة حق في وجه الظلم.
- أعلن استقالته من الخطابة على منبر جامع الحسن بتاريخ 20 أيار 2011، احتجاجًا على القمع الوحشي بحق المتظاهرين، وقال:
"أرسل من هنا إلى وزير الأوقاف وإلى مدير الأوقاف أنني لا أخطب بعد اليوم حتى تنتهي هذه الأمور". - شارك في تأسيس رابطة علماء الشام عام 2012، وترأس مشيخة القراء في المجلس الإسلامي السوري عام 2017.
- دعا إلى الجهاد في سبيل سورية، واعتبر مقاومة الظلم واجبًا شرعيًا يتجاوز القتال إلى الوعي والموقف.
- أصدر مواقف جريئة في نصرة قضايا الأمة، منها فتواه الشهيرة بتحريم بناء الجدار الفولاذي بين مصر وغزة.
درع التيار: تكريمٌ للموقف والرسالة:
إننا في تيار المستقبل السوري، وإيمانًا منّا بدور العلماء والدعاة في صناعة الوعي ومواجهة الاستبداد، نعلن تكريم الشيخ كريم راجح، شيخ قرّاء بلاد الشام، بمنحه درع التيار الرمزي، تقديرًا لمواقفه الشجاعة، ودوره في نصرة الثورة السورية، ووقوفه الصادق إلى جانب القيم الإنسانية والحرية وحقوق الإنسان.