يتابع تيار المستقبل السوري ببالغ الانتباه، مجريات اللقاء الذي جمع في العاصمة الفرنسية باريس، يوم الخميس الموافق 24 تموز 2025، وزير الخارجية السوري السيد أسعد الشيباني بوزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، وذلك برعاية مباشرة من المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية. إن هذا اللقاء، الذي امتد لساعات وتناول قضايا أمنية تتعلق بجنوب سورية، يحمل في طياته دلالات سياسية عميقة تتطلب وضوحاً كاملاً ومصارحة وطنية مسؤولة.
إننا في تيار المستقبل السوري، وانطلاقاً من رؤيتنا لمستقبل سياسي قائم على المشروعية، الشفافية، واحترام الإرادة الشعبية، نسجل المواقف التالية:
- نؤكد أن أي لقاء يمس السيادة الوطنية ويتناول قضايا أمنية معقدة لا يمكن أن يُدار بمعزل عن المؤسسات الدستورية والرقابية، ولا أن يتم في الظل دون تفويض واضح أو نقاش عام مسبق.
- ندعو الوزير الشيباني إصدار بيان تفصيلي يوضح أهداف اللقاء، الأطراف المشاركة، نتائجه، وما إذا كان يعكس رؤية وطنية استراتيجية أم مجرد اجتهاد فردي لا يرقى إلى مستوى التمثيل السيادي.
- نحذر من توظيف اللقاء في ترتيبات أمنية قد تُفرض على الجنوب السوري دون ضمانات واضحة لحماية السكان المحليين، أو دون تحديد معايير السيادة السورية في هذه التفاهمات.
- نرى أن اللقاء، مهما كانت مبرراته، يجب أن يُستثمر في خلق مسار تفاوضي وطني، سوري-سوري أولاً، يضع محددات العلاقة مع كافة الأطراف الإقليمية والدولية ضمن إطار مشروع وطني جامع يُحتكم فيه إلى إرادة الناس لا منطق الاصطفاف المفروض.
يدعو تيار المستقبل السوري إلى جعل الشفافية مبدأ مؤسس في العمل السياسي والدبلوماسي، ويؤمن بأن سلامة السيادة الوطنية تبدأ من صدق الخطاب، ومشروعية التمثيل، واستعداد كل صاحب قرار لتحمل المسؤولية أمام الشعب لا أمام الخارج فقط.