يتابع تيار المستقبل السوري ببالغ القلق والاستنكار ما ورد في بيان منظمة الهلال الأحمر العربي السوري، الصادر بتاريخ 19 تموز 2025، والذي أعربت فيه المنظمة عن "أسفها وحزنها العميقين للتطورات الأخيرة في الجنوب السوري"، مشيرة إلى "تعرض متطوعيها ومرافقها وانتهاك حيادها خلال استجابتهم للأحداث في السويداء ودرعا"، بما يشمل إطلاق النار على سيارة إسعاف، واحتراق مستودع ميداني، وانتهاكات متعمدة بحق العاملين في المجال الإنساني.
ويؤكد التيار، انطلاقًا من التزامه بالمبادئ الوطنية والإنسانية، ما يلي:
- إن الاعتداءات على العاملين في الهلال الأحمر العربي السوري، بمن فيهم المتطوع الذي ظهرت عملية إهانته في تسجيل مصور متداول، تمثل انتهاكًا جسيمًا لمبدأ الحياد الإنساني، ولأحكام القانون الدولي، وعلى رأسها اتفاقية جنيف الرابعة.
- إن هذه الانتهاكات، مهما كانت طبيعة منفذيها أو دوافعها، تُظهر انحدارًا خطيرًا في احترام الحيز الإنساني المدني، وتستدعي مساءلة عاجلة ورادعة لكل من تورط في التحريض أو التنفيذ أو التواطؤ بالصمت.
- إن غياب الرد الرسمي الحازم من الجهات المعنية يُقوّض الثقة العامة بجدية أي تفاهمات سياسية أو أمنية يتم الترويج لها، ويفتح المجال لمزيد من الفوضى على حساب أرواح الأبرياء وأمن المجموعات الإغاثية.
- إن تعرض رئيس مركز الاستجابة الطارئة في الدفاع المدني السوري للاختفاء أثناء مهمة بتكليف أممي في السويداء، يُظهر أن الاستهداف لم يقتصر على منظمة بعينها، بل طال البنية الكاملة للعمل الإنساني السوري–الدولي.
وعليه، يدعو تيار المستقبل السوري إلى ما يلي:
- تحييد جميع الطواقم الطبية والإنسانية، وحمايتها كأولوية وطنية ودستورية، وعدم السماح بتحويل مناطق النزاع إلى ساحات تنكيل بمن يقدمون الرعاية والنجدة.
- فتح تحقيق مستقل وفوري في جميع الانتهاكات الموثّقة، وإعلان نتائج التحقيق للرأي العام، لضمان العدالة والمساءلة وعدم تكرار الجرائم.
- إشراك المنظمات الإنسانية في صياغة بروتوكولات حماية ميدانية في المناطق المتوترة، ضمن تفاهمات معلنة ومدعومة من الجهات الرسمية والمجتمعية.
- دعوة كافة الأطراف إلى احترام عمل المنظمات الإنسانية، والكف عن استخدام المتطوعين أو آلياتهم كمادة للتحريض أو رسائل القوة.
إن تيار المستقبل السوري وهو يعبّر عن تضامنه الكامل مع كل العاملين في القطاع الإغاثي والطبي، فإنه يرى أن إعادة بناء الدولة السورية لا تبدأ بالقوة، بل بالكرامة الإنسانية، وباحترام من يخاطرون بحياتهم لإنقاذ الآخرين، وإعادة بناء قاعدة أخلاقية وطنية أصيلةٍ ونبيلة.