تيار المستقبل السوري وبقلوبٍ عامرةٍ بالأمل، يُرحّب بخطوة عودة أبناء قرى "القنية واليعقوبية والجديدة" المسيحيين إلى ديارهم في ريف إدلب الغربي بعد غيابٍ قسريٍّ تجاوز عقداً من الزمن، إنّ مشاهد الاحتفاء التي رافقت هذه العودة، بحضور المطران حنا جلّوف النائب الرسولي لطائفة اللاتين، وعودة العائلات إلى ممتلكاتها، تذكّرنا بقدرة سورية على تجاوز جراحاتها حين تُصان كرامة أبنائها وتُحترم حقوقهم الإنسانية الأساسية.
تيار المستقبل السوري يُشدد على أن هذه الخطوة، رغم فرحتها، تدفعنا إلى التذكير بأنّ عودة النازحين واللاجئين السوريين من كلّ الخلفيات الدينية والإثنية إلى ديارهم يجب أن تكون حقاً مكفولاً دون تمييز أو شروطٍ سياسية، وإنّ إجراءات تسليم الممتلكات التي باشرتها الحكومة السورية، وإن كانت إيجابيةً في هذا السياق، تظلّ جزءاً من مسؤولية الدولة في تعويض الضحايا وضمان العدالة الانتقالية، وليس مبادرةً انتقائيةً لمكاسب دولية، دون التزامٍ حقيقيٍّ بحلّ أزمة النزوح الشاملة.
تيار المستقبل السوري يؤكّد أنّ عودة آمنةً وكريمةً لكلّ السوريين لا يمكن أن تتحقّق إلا بوجود إطارٍ سياسيٍّ شاملٍ يُرسي دعائم أمنٍ حقيقيٍّ، ويُعيد بناء مؤسسات الدولة على أساس المواطنة المتساوية، فاستعادة النسيج الاجتماعي السوري بحاجةٍ إلى إرادةٍ دوليةٍ ومحليةٍ جادةٍ لدعم مصالحةٍ وطنيةٍ تُنهي الاستقطاب الطائفي، وتُعيد تأهيل البنى التحتية، وتضمن عدم تكرار الانتهاكات.
تيار المستقبل السوري يعتبر احتفاء أهالي القنية واليعقوبية والجديدة بوطنهم رسالةً واضحة بأنّ الشعب السوري قادرٌ على البناء حين تُفتح أمامه أبواب العدل والأمل.
تيار المستقبل السوري يؤمن بأن سورية وطنٌ لكلّ أبنائه، وسنبقى في تيار المستقبل السوري صوتاً للمظلومين، ويداً تُمسك بجذوة الأمل حتى تُشرق شمس الحرية والكرامة على كلّ بيتٍ وفي كل قريةٍ ومدينة.