المكتب السياسيبيانات / تصريحات المكتب السياسي

حول خطاب الأمين العام لحزب الله اللبناني – السيد حسن نصر الله بتاريخ 2013/6/14

تيار المستقبل السوري …
بدايةً لابدَّ من الإشارة إلى أن هناك فرقاً كبيراً في مفهوم الإمامة بين السنة والشيعة .
فالسنة يقولون باختيار الإمام بالإجماع من الناس والشورى بينهم، أما الشيعة فيرون أنه لا اختيار في الإمام (فهو تنصيبٌ إلهيٌ يكلِّف به اللهُ من يشاء من عباده، وعلى من نزل تحت إمامته واعترف بولايته السمع والطاعة المطلقة ليكون عوناً له على أن يقيم الحكم الإسلامي في غيبة الإمام الثاني عشر – عندهم – .

هنا نفهم لمَ أعاد علينا حسن نصر الله يوم أمس عبر خطابه معنى ((الولي الفقيه)) إشارةً مبطنةً منه إلى عناصر حزبه وكذا المراجع الشيعية في كل مكان في العالم أن الولي الفقيه أعطى الضوء الأخضر ومباركته لكل عنصرٍ شيعيٍ مسلحٍ بخوض معركة تحويل سوريةَ إلى المحافظة /35/ – بالمفهوم الديني لا الإداري – بل و تعجيل ظهور حجة الزمان الإمام الثاني عشر حسب زعمهم.

من هنا نفهم أن الحرب التي يخوضها حزب الله اللبناني هي معركةٌ عَقَديَّةٌ دينيةٌ بامتياز، وهذا معنى قوله في يوم أمس: ننطلق فيما ذهبنا إليه من فهمٍ ورؤيةٍ، وتركيزه على حرمة إطلاق النار والذخيرةِ على الأراضي اللبنانية فرحاً بشهيد أو عريس أو نجاح طالبٍ أو غير ذلك، وقوله: ( حصلنا في الأيام الماضية على فتوى بالتحريم موقعةً من المراجع الدينية ومختومةً أيضاً ) في حين يرى أن إطلاق النار وقتل السوريين الثائرين – العصابات المسلحة – واجبٌ شرعيٌ.

تيار المستقبل السوري …
إن هذه الحرب الدينية يبدو فيها أن حزب الله اللبناني يعين النظام السوري العلوي النصيري (ربيبهم في المنطقة) على كسب زمام الأمور وبسط سيطرتهم على الأرض، إلا أنهم كذلك يستثمرون ضعف النظام السوري حالياً لتكبيل عنقه مستقبلاً بجميل تلك المساعدة وليتسنَّى لهم فيما بعد مدُّ سيطرتهم ونفوذهم المذهبي والفكري على الأراضي السورية، وأكبر دليل على ذلك رفعُ راية الحسين والتي لم ينكر أمين عام حزب الله رفعها ، وما لهذه الراية عندهم من معاني تؤجج نار الحقد الطائفي وتنبش قبر تلك الحقبة السياسية القاتمة من جديد.
إننا في تيار المستقبل السوري نعمل مع المخلصين والأحرار من علماء المذهب الشيعي لإحتواء هذه الأزمة بأسرع ما يمكن وذلك من خلال موقفين اثنين:

  • الأول: محاولة الضغط على إيران من خلال انسحاب علماء السنة والمفاتي – أعضاء المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية في طهران – حتى سحب عناصر حزب الله اللبناني من سورية ( مبدئياً ).
  • ثانياً: محاولة تشكيل وفد من علماء السنة السوريين للقاء ملالي طهران في مكان ما ( إيماناً منا أن تحرك الحزب بتوجيه من الولي الفقيه الخامنئي ) لدراسة عواقب تدخل حزب الله اللبناني على علاقات المرحلة القادمة ككل ، وخطورة تأزيم المواقف السياسية لتتجاوزها إلى مواقف دينية يكفر فيها كل طرف الآخر (وقد بدأت إرهاصاتها).
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى