المكتب العلميعفراء الحدادقسم البحوث و الدراساتكاتبوا التيارمقالاتمقالات شؤون الأسرةمكتب شؤون الأسرة

مستقبل الأطفال السوريين: آمال وتحديات

يمثل مستقبل الأطفال السوريين أحد أكبر التحديات الإنسانية في عصرنا، فبعد سنوات من الحرب والنزوح والدمار، يعيش ملايين الأطفال في ظروف بالغة الصعوبة، محرومين من أبسط حقوقهم في الحياة والتعليم والصحة، ولأننا ننظر المستقبل ونُنظر له، نحمل على عاتقنا في مكتب الأسرة مع شركائنا من الوطنيين السوريين بمختلف الشرائح النخبوية..
نحمل مسؤولية أطفالنا، جيل المستقبل ومادة الوطن وصُلب شعبنا السوري.

التحديات التي تواجه الأطفال السوريين:
إن أولى التحديات هي الحرب ومفرزاتها التي تُزلزل طبيعة الشعوب وعقليتها، وبعد ذلك، هناك تحديات تقف أمام أطفالنا نحاول توضيحها للمساهمة بتجاوزها:

  1. الصدمات النفسية: حيث يعاني الأطفال السوريون من صدمات نفسية عميقة نتيجة للعنف الذي شهدوه، وفقدان أفراد عائلاتهم ومنازلهم وأصدقائهم ومدارسهم.
  2. الفقر والحرمان: إذ يعيش الكثير من الأطفال السوريين في فقر مدقع، ويعانون من سوء التغذية ونقص الخدمات الأساسية، كما يعاني رب الاسرة من عطالة كبيرة وراتب ضئيل إن وجد لايتعدى الـ 5$ باليوم الواحد!.
  3. انقطاع التعليم: فلقد أدت الحرب إلى تدمير المدارس وتشريد المدرسين، مما أدى إلى انقطاع تعليم ملايين الأطفال، وحاولنا سد بعض من هذا الجانب في مدارسنا “تواد التعليمية” مساهمة منا في مد يد العون لطلابنا المتسربين من مقاعد الدراسة.
  4. الزواج المبكر والعمل الأطفال: في دراسة ميدانية قام بها مكتبنا، وجدنا العديد من العائلات تسعى إلى تزويج بناتهن أو إجبار أبنائهن على العمل لتأمين لقمة العيش، إذ بلغت نسبة زواج القاصرات تحت ١٨ سنة مانسبته ٨٠٪ في بعض مناطق الشمال السوري بحسب دراستنا والتي سننشرها عند اكتمالها، كما تبلغ نسبة عمالة الأطفال تقترب من ٧٠٪ مع ضآلة الرواتب وضعف القوة الشرائية وقلة الأعمال المتاحة، مما يجعل أرباب الأعمال يختارون الأطفال خصوص من عمر ١٠ وحتى عمر ١٧ سنة بسبب كلفتهم القليلة مقارنة بالأعمار الأكبر.

آمال المستقبل:
رغم هذه التحديات الكبيرة، لا يزال هناك أمل في مستقبل أفضل للأطفال السوريين. فالعالم أجمع يتابع معاناة هؤلاء الأطفال، وهناك العديد من الجهود المبذولة لمساعدتهم، ومن ضمنها جهودنا في مكتب الأسرة لِـ تيار المستقبل السوري، حيث إن أبرز هذه الآمال:

  1. توفير التعليم: حيث تسعى العديد من المنظمات الدولية والمحلية إلى توفير التعليم للأطفال السوريين، سواء داخل سورية أو في دول اللجوء، رغم أن حرب أوكرانيا وحرب غزة قلصت هذا الدعم، لكننا نحاول العمل على عدم انقطاعه.
  2. الدعم النفسي: حيث يتم تقديم برامج الدعم النفسي للأطفال لمساعدتهم على التغلب على الصدمات التي تعرضوا لها.
  3. حماية الأطفال: من خلال عمل المنظمات الحقوقية على حماية الأطفال من العنف والاستغلال، وتقديم المساعدة القانونية لهم.
  4. إعادة توطين اللاجئين، إذ تسعى بعض الدول إلى إعادة توطين اللاجئين السوريين، خصوصا الأردن ولبنان وتركيا، ولو كانت الأعداد دون المأمول، مما يوفر لهم حياة أكثر استقراراً.
  5. إعادة إعمار سورية: مع انتهاء الحرب، سيكون من الضروري إعادة إعمار سورية وبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.

جهود:
تساهم الأيادي الخيرة بجهود جبارة في دعم الأطفال السوريين، وعلى رأس هذه الجهود ما يقوم به المجتمع الدولي من جهود، ولكن مع ذلك يتحمل المجتمع الدولي مسؤولية كبيرة تجاه الأطفال السوريين، إذ يجب على الدول والمؤسسات الدولية زيادة دعمها للبرامج الإنسانية في سورية، وتوفير الحماية للأطفال، والعمل على إيجاد حل سياسي للأزمة السورية.
وأما عن دورنا نحن كنخب سورية، فإننا لم نُقصر كل بمكانه وقدرته، كما يمكن لكل فرد منا أن يساهم في دعم الأطفال السوريين، وذلك من خلال:

  1. التبرع للمنظمات الإنسانية: خصوصا من قبل المغتربين والمتمولين، إذ يمكننا التبرع بالمال أو المواد العينية للمنظمات التي تعمل في مجال مساعدة الأطفال السوريين.
  2. يمكننا نشر الوعي بمعاناة الأطفال السوريين على وسائل التواصل الاجتماعي: وهذا يستطيعه كل مواطن سوري غيور على مستقبل بلاده، كما يمكن حث الآخرين على المساهمة في دعمهم.
  3. يمكننا التطوع في المنظمات التي تعمل مع الأطفال السوريين: وتقديم المساعدة المباشرة لهم، وباب مكتبنا في مقرينا باعزاز وعفرين مفتوح لكل متطوع/ة ولكل فكرة يمكننا فيها تقديم مانستطيعه لأطفالنا.

ختاماً:
مستقبل الأطفال السوريين يعتمد على جهودنا جميعاً، لهذا يجب علينا العمل معاً لتوفير الحماية والرعاية لهذه الأجيال الصاعدة، ومساعدتهم على بناء مستقبل أفضل لأنفسهم ولبلادهم، وبالنسبة لتيار المستقبل السوري فإنه ورغم جهوده السورية الخالصة وتمويله غير السوري الخالص، وجهود متطوعيه المخلصين، فإننا ننظر لكل ذلك بتواضع غير كاف أمام محنة شعبنا خصوصا الأطفال السوريين، وندعو كل سوري للوقوف معنا في مشروع وطني جامع بهدف حماية أطفالنا من تبعات الحرب ومفرزاتها القاسية.

عفراء الحداد
مكتب شؤون الأسرة
قسم البحوث والدراسات
مقالات
تيار المستقبل السوري

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى