المكتب الإعلاميرموز وأعلام الدّولة في سورية
رموز وأعلام الدّولة في سورية (3) محمد علي العابد
رئيس الجمهورية العربية السورية الأول “محمد علي العابد”
- هو محمد علي بن أحمد عزة باشا بن هولو باشا العابد، من عشيرة المشارفة إحدى فروع قبيلة الموالي العربية التي استوطنت بادية الشام منذ الفترة العباسية.
- ولد في دمشق عام 1867م، وتعتبر عائلته من الطبقة البرجوازية السوريّة التي شكلّت الحكم المحلي في ظل الدولة العثمانية.
- اشتهر بكونه «أغنى رجل في دمشق، إن لم يكن في سورية كلّها» في زمانه، وقدرت ثروته بمليون ليرة إنكليزية ذهبية؛ كانت ثروته متوزعة بين أسهم يملكها في قناة السويس، ومجموعة عقارات منتشرة في أوروبا، وأراضٍ زراعية واسعة بما فيها من قرى في غوطة دمشق لا سيّما في منطقة دوما، وحدائق في حي القنوات، فضلاً عن فندق فيكتوريا، أقدم فنادق دمشق وأشهرها، والذي كان يدرّ دخلاً سنويًا كبيرًا.
- لعب جدّه الأكبر عمر آغا دوراً في وأد الفتنة وإغاثة الناجين خلال مجازر 1860م.
- تلقى علومه الابتدائية في دمشق ثم انتقل عام 1885م إلى بيروت وتتلمذ على يد الشيخ محمد عبده.
- انتقل مع أسرته إلى إسطنبول فدخل مدرسة غلطة سراي السلطانية.
- أوفد إلى باريس حيث درس الحقوق، والتشريع الروماني، ومبادئ الفقه الإسلامي؛ ومنها تخرّج عام 1905م.
- عاد من باريس إلى إسطنبول حيث عيّن مستشارًا قضائيًا في وزارة الخارجية العثمانية.
- بعهد السلطان عبد الحميد الثاني عُين سفير الدولة العثمانية لدى الولايات المتحدة الأمريكية.
- بسبب الانقلاب على السلطان عبد الحميد الثاني في 23 يوليو 1908م أنهيت مهامه كسفير.
- غادر إسطنبول سرًا خوفًا على حياته، لم يعد محمد علي وشقيقاه وزوجته إلى الدولة العثمانية، بل انتقل من واشنطن إلى كاليفورنيا ثم إلى أوروبا حيث التقى والده.
- أمضى العابد فترة الحرب العالمية الأولى متنقلاً بين سويسرا، وفرنسا، وإنكلترا، مخالطًا خلال جولاته عددًا من رجال السياسة والديبلوماسيين الأوروبيين.
- بعد نهاية الحرب انتقل العابد وأسرته إلى مصر حيث توفي والده، ومنها عاد إلى دمشق عام 1920 بُعَيْدَ سقوط المملكة السورية العربية ومغادرة الملك فيصل الأول.
- في حكومة بركات الأولى التي تشكلت في يونيو 1922 غدا العابد وزير المالية.
- بعد انتخاب صبحي بركات رئيسًا لمدة عام، أسند وزارة المالية للعابد.
- أقر اتفاقية «مصرف سورية ولبنان الكبير» الذي أنشئ في باريس برؤوس أموال فرنسية ليكون بمنزلة مصرفٍ مركزي يتم إصدار الليرة السورية من خلاله وذلك في 1 أغسطس-آب 1922م.
- خرج من حكومة بركات ولم يضطلع بأي عمل سياسي خلال الفترة بين عامي 1925م و1932م.
- عندما أقرّ دستور عام 1930م قرر العابد الترشح عن دمشق ونال دعم الرئيس الأسبق الداماد أحمد نامي حيث نشط في أعماله الخيرية وشارك مع رجال المال بتأسيس مصرف وطني وزار المؤسسات الروحية لمختلف الطوائف بدمشق مقدمًا في كل زيارةٍ إعاناتٍ مالية لتقوم المساجد والكنائس بتوزيعها على الفقراء والمحتاجين.
- انتُخب كرئيسٍ توافقي وجرت مراسم تسلّمه الرئاسة في باحة القصر بإطلاق المدفعية سبع عشرة طلقةً إيذاناً ببدء العهد الجمهوري ورفع خلاله العلم السوري الجديد المستوحى من علم الثورة العربية الكبرى لكن مع ثلاث نجوم خماسية حمراء في الوسط بدلاً من المثلث الأحمر على اليسار.
- منحه الرئيس الفرنسي ألبير فرانسوا لوبرون وسام الجمهورية الفرنسية في أكتوبر 1932م، وتسلمه عن طريق المفوض الفرنسي هنري بونصو.
- في 21 ديسمبر 1935م نظمت الكتلة الوطنية حفل تأبين كبير بمناسبة ذكرى أربعين وفاة إبراهيم هنانو واندلعت عقبه الإضرابات وحصل جراء ذلك ما سمي بالإضراب الستيني.
- دعا العابد لانتخابات نيابية هي الثالثة في تاريخ سورية (الأولى 1928م والثانية 1932م) فازت بها الكتلة الوطنية بالأغلبية الساحقة، وكان من النتائج المباشرة للاتفاق بين الكتلة وفرنسا عودة ارتباط دولة جبل العلويين ودولة جبل الدروز بالجمهورية السورية في 5 ديسمبر 1936م مع احتفاظهما بالاستقلال الإداري والمالي.
- افتتح البرلمان الجديد أعماله في 21 ديسمبر 1936م وفي اليوم نفسه أرسل العابد كتاب استقالته إلى المجلس فقبلها.
- في الجلسة التي قبلت فيها الاستقالة انتُخب هاشم الأتاسي رئيسًا، أما العابد فقد غادر سورية إلى باريس.
- توفي العابد في 22 أكتوبر 1939م إثر أزمة قلبية في فندق في روما.
- نقل جثمانه إلى دمشق ودفن فيها.
إننا في تيار المستقبل السوري، إذ نستذكر ذكرى رجالات الدولة المؤسسين لسورية، نستحضر أحد رجالات بلدنا، وواحداً من رموز أعلام الدولة السورية الأولى، فخامة الرئيس محمد علي العابد ضمن ملف متسلسلٍ نقدمه لكم، يضمُّ رموز وأعلام الدولة السورية، رغبةً منا بربط حاضرنا الثوري المعاصر بماضٍ صلبٍ ومحطاتٍ تاريخية، رجاء أن نُحيِيَ في شعبنا الحاجة لبناء وصناعة رجال دولةٍ بامتياز، فيحفظوا الوطن، ويصونوا المكتسبات، ويعيدوا للدولة السورية عزّها ومجدها، بعد سنوات الظلم والاستبداد والفساد.