د. زاهر إحسان بعدرانيرئيس التيارمقال / تصريحمكتب الرئاسة

نهجٌ جديد، أم مبعوثٌ أمميٌّ جديد!

بعد كلّ سنوات المعاناة التي خاضها السوريون، يطالعنا السيد غير بيدرسون في كلمته أمام مجلس الأمن الدولي يوم الخميس الماضي، الموافق 25 نيسان أبريل لعام 2024م، بمُقترح يستحق التأمل والنظر، حيث دعا إلى “استكشاف نهج شامل جديد يتناول مجموعة كاملة من القضايا”، والحديث هنا عن الملف السوري برمّته!

ونقول: لم نعد ندري نحن دعاة التمسك بالمرجعية الدولية والقانون الدولي والشرعية الدولية ما الذي يمكن قوله لشعبنا الذي يعاني في الداخل السوري ودول اللجوء منذ سنينَ وهو ينتظر انفراجةً في المشهد المعقد تُنبي أنّ هناك أملاً بتجاوز هذه المراوحة في المكان والتي تحسب لديهم على مقياس القهر وشظف العيش وطول أمد المعاناة!!
لم نعد نستطيع مواجهة حالة التضخم الحاصل لدى جماعات العنف وخطابهم اللا واعي لخطورة التوظيف والتبني، مستغلةً الضعف الأممي الحاصل في الملف السوري، وغياب إرادة الحل! ناهيكم عن انتشار السلاح بيد الصغار قبل الكبار مما قد يفجر الوضع ويأخذ الجميع إلى مجهولٍ دامٍ!.

ونتساءل هنا، ما هي الطريقة التي يمكن أن نستشكف بها نهجاً جديداً غير الحل السياسي وتطبيق قرار الأمم المتحدة 2254 والقاضي بتشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات؟

هل معاناة الشعب السوري هي مجرد حقل تجارب لدى السيد بيدرسون، بحيث ينتقل من نهج إلى آخر دون مهلة زمنية محددة أو رؤيةٍ أمميةٍ واضحة؟

ثم ماهو هذا النهج الذي يمكن تفعيله الان أمام إطباق فشل السيد بيدرسون بكسر جليد التأزم السوري؟

نتسائل, هل سيكون النهج الجديد تقسيم سورية إلى أربعة مناطق حسب سلطات الأمر الواقع اليوم! فتُصبح سورية أربع دول بأربع شعوب وأربعة حكومات تعترف بها الأمم المُتحدة؟

أم بالتبرأ من النظام السوري والمعارضة السورية وكل سلطات الأمر الواقع، ولندعو إلى طريق ثالث مفاده التعامل مع الواقع الحالي بصورته تلك، والعمل بالتوازي على بذل جهود الإنعاش المُبكر للشعب السوري لنسمح له بقليل من الطعام والشراب وإمكانية حياة أي حياة مهما كانت؟!.

أم لعله البحث عن مؤتمر جنيف جديد بقرار جديد يدفن اقتراح إنشاء هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات، وبذلك يتنفس السيد بيدرسون الصعداء من جراء العمل على قيام هذه الهيئة؟ وليتلمس النظام السوري بذلك حبل نجاته من تبعاته!

ثم لماذا لا يكون النهج الجديد هو وضع سورية كلّها تحت انتداب خاص للأمم المُتحدة؟
ألا يمكننا التساؤل حول هذا النهج والمُقترح؟

نهج جديد، بأي لون وأي صيغة يمكن تطبيقه في سورية، إن كان الحل المنطقي والسليم والذي عملنا عليه سنواتٍ، لم يستطع السيد بيدرسون النجاح بتعزيزه!.

ولماذا لا يكون النهج الجديد اعترافاً بفشله ومَن خلفه، وترك المجال لداهيةٍ آخر يتحمل مسؤولية العمل على تطبيق الحل السياسي الحقيقي في سورية؟
ألا يمكن أن يكون ذلك هو النهج السليم؟ يتساءل تيار المستقبل السوري؟

إن التهرب من تحمل المسؤولية الأخلاقية والتاريخية، ورمي الحلول إلى المجهول ليعود السوريون إلى المربع الأول من البحث عن قرارات جديدة، أو طريقة جديدة، أو نهج مختلف، ما هو إلا فشلٌ ذريع ليس للسيد بيدرسون وحده، بل ولمنظومة الأمم المتحدة، والقانون الدولي والشرعة الدولية..

ماهو إلا إضعافٌ وقتلٌ للمسار المدني والسياسي السوري، وتغذية للخطاب العنفي والصفري الذي سيزيد السوريين غرقا في مستنقع صراع لا ينتهي.

كما يبدو فإن ما نحتاجه في سورية ليس إلى نهجاً جديداً فقط! فقد نجتاجه فعلاً، ولكننا نحتاج إلى مبعوثٍ خاصٍ جديدٍ يقوم بمهامه بحزمٍ وحرفية ومهنية، مبعوثٍ يستقيل عندما يعجز عن صنع أي تقدم دون رمي مسؤوليته إلى مربعات بعيدة.
نحتاج نهجاً ثورياً جديداً يُعيد لقضيتنا جذوتها وحظوتها في المحافل الدولية كلها، ويخاطب روح شباب الثورة السورية ويحاكي عقلهم وضميرهم.

نحتاج نهجاً جديداً يجعلنا نملك زمام أنفسنا كسوريين بدل أن يتقاذفنا من لا شأن له بقضيتنا.

د. زاهر إحسان بعدراني
مكتب الرئاسة
مقال
تيار المستقبل السوري

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى