مشروع الهيئة منصور ولن يُفشله زكور
بداية أشكر المكتب العلمي على ردهم بقبول نشري لمقال يوضح وجهة نظر أحد مؤيدي هيئة تحرير الشام على فرح البعض وزعمهم سقوط مشروع هيئة تحرير الشام بسبب المجريات الأخيرة، وقد كنتُ تواصلت مع عدة مواقع أخبارية وإعلامية سورية لكنهم رفضوا نشرها.
سبب نشري في مكتبكم الكريم مردّه أننا في هيئة تحرير الشام لا نؤمن بالإقصاء بل بالضوابط الشرعية، كما أنها محاولة من أحد عناصر الهيئة نشر أفكارها خارج مواقعها ليقع على موقفنا أهل الشام، خاصة ونحن نرى القنوات الإعلامية السورية إضافة لكافة المواقع الالكترونية تحاول تحجيم صوتنا بسبب كرههم لمشروع هيئة تحرير الشام قبل أي شيء آخر.
وأخبرني المسؤول الذي تواصلت معه على ضرورة التأكيد أن هذا المقال لايمثل وجهة نظركم في التيار أومكتبه العلمي، كما وأنني أضيف أنه لا يمثل وجهة نظر هيئة تحرير الشام، فما يمثّلها لا يؤخذ إلا من خلال المعرفات الرسمية والمتحدثين الشرعيين في الهيئة وحسب. وبذلك يمكن اعتباره وجهة نظر أحد الفاعلين في هيئة تحرير الشام أو عناصرها أو مؤيدي مشروعها الجهادي الثوري.
وأقبل شرطكم بفتح الباب للرد على هذا المقال لاحقاً لأي كاتب شريطة مراعاة الكتابة العلمية والأدبية والشرعية.
مقدمة:
خاضت هيئة تحرير الشام تجربة جهادية خاصة بها في بلاد الشام، فمنذ انطلاقتها مع بداية الثورة السورية حين كانت تجاهد تحت اسم (جبهة النصرة لأهل الشام) وهي تخوض المعارك المختلفة على كل الأصعدة، جابهت النظام النصيري عسكرياً لأنها لم ترَ بالعمل السلمي أي نتيجة مرجوةٍ مع نظام المجرم الطائفي العميل، وثم مع الخلاف بينها وبين الدولة الاسلامية والذي لا أحب الخوض فيه كونه ابتدأ خلافاً بين أخوة المنهج الواحد وانتهى لاحقاً تكفيراً من قبل الدولة لاخوانهم في جبهة النصرة، جبهة النصرة التي لم تخفي مشروعها الإسلامي والتي بايعت أمير تنظيم القاعدة الشيخ أيمن الظواهري تقبله الله، ثم اختار مجلس شورى جبهة النصرة فك الارتباط مع تنظيم القاعدة واتخاذها اسم (هيئة تحرير الشام) ليكون جهادها محصوراً في بلاد الشام فقط، رفعاً للحيف عن شعبنا المسلم الشامي، وعدم استعداء العالم عليهم جراء الانتساب للقاعدة، وللحاجة الضرورية للعمل الاسلامي الجهادي ضمن خصوصية بلاد الشام.
الهيئة بشرية:
من خلال المسير الجهادي لهيئة تحرير الشام لم تعتبر الهيئة نفسها وصية على الجهاد بدليل مشاركتها مع فصائل الجيش الحر وغيرها من الجماعات الشامية، كما ولم تعتبر نفسها وصية على الاسلام بدليل قبولها لمختلف المحاكم الشرعية في خلافها مع الفصائل.
كما أن الهيئة لا تعتبر قادتها ولا جنودها قادة ملهمين أو مقدسين أو أنبياء أو معصومون لا يخطؤون أو ليس فيهم منافقون وخونة، ولهذا أدخل في صلب الموضوع فأقول:
إن الخلاف الذي حصل بين جناحي هيئة تحرير الشام كما يزعم بعض الباحثين، وأنه بين جناح الشرقية وحلب من جهة مع جناح بنش، أو جناح القحطاني وجناح قتيبة بنش، فهو ادعاء باطل لأسباب عدة:
1- لقد تم توقيف الشيخ أبو ماريا القحطاني بسبب أدلة وجدها الإخوة في الهيئة لعلاقته مع التحالف الدولي الأمريكي ولا يزال رهن التحقيق، وننتظر ما سيقوله القضاء فيه.
ولو كان هناك جناحان لحصل اختلال كبير وقتال بين مكونات هيئة تحرير الشام، هذا مع شخصية كبيرة كالقحطاني! فكيف مع أبو أحمد زكور؟
وإذا قلنا أن أبو أحمد زكور “هداه الله” قيادي ضمن جناح الشرقية وحلب المزعوم، فلماذا لم يتحرك جناحه نصرة له؟ ولماذا لم نشاهد انشقاقات ضمن هيئة تحرير الشام؟ ألا يمكننا التساؤل عن ذلك؟
2- لقد أثبتت التسجيلات لأبي أحمد زكور أنه شخص لا يرقى ليكون قيادياً، هو عنصر حاولت قيادة الهيئة التعامل معه مثل باقي العناصر، والاستفادة من تواصلاته مع الفصائل الأخرى بسبب القرابة والعشائرية فقط، فهذا حجمه في الهيئة، فمن أين الزعم أنه قيادي كبير له جناحه في الهيئة؟ إن قيل هذه الصور مع أبي محمد الجولاني، فالكلّ له صور معه، هذا شيء يُحسب للقائد لا عليه.
3- لقد ارتدت معظم القبائل العربية وكانوا سابقاً مع جيش فيه نبي الله محمد عليه الصلاة والسلام، فكيف لا تحصل ارتدات حزبية أو سياسية مع غيره؟!
4- لم يستطع أبو أحمد زكور تشكيل أي كتلة عسكرية من قبل الهيئة، ولم يستطع حشد مجموعة معه، الأمر الذي يدلل على حجمه داخل الهيئة.
خاتمة:
لقد أنهى أبو أحمد زكور أي مستقبل له في العمل الجهادي والثوري عبر نشره تسريبات محادثاته المزعومة والتي لم يتم التأكد منها بعد، ثم وإن كانت صحيحة، فهي تُدين أبو أحمد زكور على أنه إنسان عديم الأمانة لن يصدقه أحد، ولن يتعامل معه أحد في المستقبل، لأنه خان العهد مع أصدقاء دربه.
إن مشروع هيئة تحرير الشام هو نصرة أهلهم من المسلمين في بلاد الشام ضد النصيرية والرافضية والصليبية، وهي تحاول جاهدة أن تكون قوية الظهر موحدة الصف, لأنها تعلم أن المؤامرات على الاسلام والمسلمين لن تنتهي، الأمر الذي يعني أنها على الحق المبين فالكل يرميها عن قوس واحدة.
لقد كان مشروع هيئة تحرير الشام واضحاً في إدلب وباقي المناطق التي تخضع لسيطرتها، وبالأمس عرض رئيس حكومة الإنقاذ أعمالها عبر بسط الأمن الكامل، فلا وجود لأعمال إجرامية أو بيع المخدارت أو سرقة المال العام والخاص.
إن مشروع هيئة تحرير الشام واضح عبر دخول جامعة ادلب لتصنيفات دولية كبيرة عبر تعليمها الجيد.
إن مشروع هيئة تحرير الشام واضح عبر استمرار الحشد والجهاد على الثغور لحماية بيضة الشمال السوري من السيطرة النصيرية، ليقوم أهل السنة بممارسة شعائرهم ودينهم بحرية وكرامة.
إن مشروع هيئة تحرير الشام واضح في حماية الدروز والمسيحيين وعدم المساس بهم وعدم السماح بظلمهم، فمشروعنا رفع الظلم وليس الظلم!
إن مشروع هيئة تحرير الشام مشروع اندماج مع كل الفصائل المجاهدة، وهي تسعى وما زالت تسعى لهذا الاندماج الذي فيه خير ومنفعة أهل الشام قاطبة.
إن مشروع هيئة تحرير الشام ينفي خبثه كما ينفي الكير خبث الحديد، ولن يكون لخروج زكور أو غير زكور أي دور في زعزعة مشروع هيئة تحرير الشام لأن بنيانها قائم على تطبيق شرع الله ورفع راية الجهاد وليس على الأشخاص، لهذا كانت بيعتنا بيعة لله وليس لعباد الله، ومهما خرج من عباد الله خونة أو حتى مخطؤون فإن هناك جيلاً كاملاً تربى على البيعة لله، ومن بايع الله لن يفنى ولن يهلك.
أخيراً، أشكر من جديد تيار المستقبل السوري ومكتبه العلمي نشره هذا المقال، هذا إن تم نشره بالفعل.
” ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز”.
أبو فيصل الحمصي
قيادي في هيئة تحرير الشام