التعليم .. ضمن برنامج تيار المستقبل السوري لإنقاذ أطفال الداخل السوري
على مدى أعوام الثورة السورية، بدى واضحاً أنّ النظام السوري يستهدف العملية التعليمية في سورية بشكل متعمد، غير مكترثٍ لتبعات تدميرها أو حرمان الأطفال من حقهم بالتعليم، متجاهلاً بذلك كل الأعراف والمواثيق الدولية لحقوق الطفل!
ففي سورية لم تُغلَق أبواب المدارس عبثاً، بل كانت نتاجاً لتدميرٍ ممنهج لكافة المناطق التي خرجت عن سيطرة النظام السوري، حيث طالها القصف والاستهداف المباشر بكافة أنواع الأسلحة، إضافة لاستهداف الأطفال المتعلّمين في طريقهم للمدارس، وأثناء الخروج منها، في وسيلة تخويف وضغط على أهليهم لمنع إرسال أطفالهم للمدارس أو تعليمهم.
وعلى الرغم من الظروف الصعبة، والإمكانيات المحدودة جداً، فإن تيار المستقبل السوري يسعى جاهداً لضمان استمرار تعليم أطفالنا في الداخل السوري، ومما زاد تلك المسألة تعقيداً نزوحُ نحو مليون شخص مؤخراً بسبب القصف الهمجي للنظام السوري وحلفاءه، مما أدى لتسرُّب وانقطاع آلاف الأطفال عن التعليم مجدداً، كما أنّ عائقاً آخر ظهر جلياً بعدم قدرة المدارس في المناطق المحررة في كل من ريفي إدلب وحلب على استيعاب الأعداد المتزايدة من الطلاب والطالبات، كما أن ندرة الدعم واللوجستي شكّل تهديداً وعائقاً حقيقياً بحدِّ ذاته!
تيار المستقبل السوري، نجح على مدار الأعوام السابقة وحتى اليوم بإعادة عددٍ كبيرٍ من الطلاب والطالبات المتسربين عن مقاعد الدراسة إلى صفوفهم ومقاعد تعليمهم.
تيار المستقبل السوري، وضع خطةً شاملةً لبرامج تعليمية متعددة، تضمن لحوق أبنائنا وبناتنا ركب التعليم في المدارس النظامية، وتحد من تسربهم من المدارس، خاصةً داخل مخيمات النّزوح في شمال غرب سورية، حيث نُخضع الطلاب المستهدفين لمشروع تعليمٍ تعويضيٍّ مجانيّ، ليتمكنوا فيما بعد من الالتحاق بصفوفهم ضمن فئتهم العمرية، وإكمال تعليمهم الرسمي.
تيار المستقبل السوري وضمن برامجه (المجانية) المخصّصة لدعم التعليم التعويضي داخل سورية وعنايته الخاصة بالأيتام، فقد قمنا في تيار المستقبل السوري باستأجار مقرٍّ رسمي وسط مدينة اعزاز، طاقته الاستيعابية ما يقرب من ١٠٠ طالب وطالبة، وبناء مقرٍّ آخر في مدينة عفرين طاقته الاستيعابية قرابة ١٥٠ طالب وطالبة، حيث يتولى المكتب العلمي لـِ تيار المستقبل السوري الإشراف على إدارتهما من خلال جناحه في الداخل السوري وهي: سلسلة مدارس تواد التعليمية، وقد قام تيار المستقبل السوري بتجهيز المقرّين بكافة الوسائل التعليمية والتربوية واللوجستية اللازمة، كما تم إقرار برامج مكثفة ومركزة يشرف عليها مدرّسون مختصّون حيث يتولى تيار المستقبل السوري دفع رواتبهم وتقديم ما يلزم من مساعدات مطلوبة لنجاح الخطة التعليمية المتفق عليها خلال العام الدراسي.
إننا في تيار المستقبل السوري نؤمن أن التعليم هو أساس نهضة سورية مما أصابها على مدار عقدٍ من الحرب والدمار، وأن العلم والمعرفة سلاح التحرر من الظلم والفساد، وأن أيّ إهمالٍ لقطاع التعليم يسبب تأخيراً في عملية إعادة الإعمار والتطوير المؤسساتي في الدولة مستقبلاً، ويؤدي حتماً إلى دمار الأوطان والإنسان معاً.
تيار المستقبل السوري ولأجل كل ما ذكر، يَعُدُّ خدمة قطاع العلم والتعليم من أولى الأوليات، بما في ذلك بناء المدارس المدمرة، وإعادة ترميمها، وبناء قدرات الكوادر التعليمية، وتفعيل التعليم التفاعلي التعويضي، والتعاون بين جميع الجهات والمنظمات الناشطة في ذلك المجال لضمان نجاح عمل المؤسسات التعليمية، والنهوض بمسيرة التعليم.