البنية الأمنية للمجتمع
أولا: البنية القهرية:
حيث تكون المنظومة الأمنية قائمة على التغلب , الذي يتكامل في صور شتى , فتقوم حالة من التخادم بين التغلب العسكري مع التغلب الدبلوماسي مع التغلب الاجتماعي لتترسخ حالة القهر واستلاب الإرادة وتسفيه الرأي مما يسهل جريان التبخيس من أعلى نقطة القوة إلى أسفلها , ذلك الجريان المستمر للتبخيس والتسفيه يؤدي إلى:
الحقد
- هدر كرامة الأغلبية
- الرضوخ بسبب سطوة القهر الذي يمارسه المتغلب , فيتفشى النفاق الذي يمتطيه المقهورون للهروب في الوقت الذي يتطلب منهم المواجهة.
- الحقد الذي هو رأسمال نفسي سلبي ويكون موجها للتهديدات الحقيقية التي هي سبب القهر والحرمان.
- تسلط مطلق للقلة
- نفاق مقنع بقناع الضرورة
هذه النتائج تضيف تشوهات نفسية جديدة إلى البنية النفسية للمجتمع ومع استمرار الجريان تتحول إلى عاهات نفسية دائمة قابلة للتوريث واستكمال الدورة البيولوجية عبر الأجيال.
وتتسم هذه البنية بأنها تهمل قيمة الفرد لصالح البنية مما يجعلها تستسيغ تشريع التضحية بالفرد، مما يشكل مظلة حماية شرعية للاستبداد.
ثانيا: البنية التعاقدية:
حيث تكون المنظومة الأمنية قائمة على التوافق والتعاون والتشارك بطريقة تصون الإرادة وتحفظ حق الاختيار وذلك يستلزم:
- التعاون
- التشارك
- القبول
- التكامل
هذه الطريقة تشق الطريق نحو منظومة قيمية عقلانية
- تؤثر إيجابا في البنية العقلية للمجتمع وقابلة للتوريث
- محفزة على العمل والإنتاج والتغيير
وهذه البنية تكون غنية برأس المال الاجتماعي , ولديها عمق في المجال , ومنفتحة على نفسها وواثقة بذاتها , ولا تعطي النفسيات المحبطة أية قيمة , ولا تعيش الماضي بل تتفاعل مع بعضها مستغلة اللحظة في خدمة الفترة .
هذه النتائج تولد رأسمال نفسي سلبي يضيف
تشوهات ثالثا : البنية التطفلية :
حيث يعجز المجتمع عن إنشاء جوار جاذب فتبدأ العلاقات الممتدة عبر المجمعات بالتقلص نتيجة غياب الثقة والشعور بالقلق فيرتد المجتمع من المستوى الشامل إلى مستوى الجزء ويدخل غيبوبة الفترة ليعيش ذهنية اللحظة ثم يصدر نفسه كشعوب متطفلة لاجئة إلى جوارات الغير مستظلة بأمن غيرها , وهذه الشعوب :
- تعيش حالة تناقض بين الهوية والانتماء.
- تفقد المبادرة وتقع في التوقع والانتظار ورد الفعل.
- تتجنب المواجهة
- تفقد القدرة على قيادة تناقضاتها الداخلية لأن كل جزء دخل في جوار متناقض مع الجوار الذي احتمى به الجزء الآخر.
- تشعر بالقلق النفسي لأنها فقدت القدرة على الاختيار وارتمت في خيارات الغير.
وتتسم بأنها تجيد:
- الصراخ والعويل لتنبيه الجوار بأنها تتعرض للقهر كلما نزلت بهم نازلة جديدة.
- النحيب والبكاء على الأطلال كرد فعل دفاعي نفسي.
- الاحتماء النفسي بالماضي بسبب شعور القلق بالحاضر.
رابعا : البنية الفوضوية :
حيث حيث تكون الفوضى هي مولد الفراغات التي يلعب بها الآمن البعيد على حساب المهدد القريب , ومن الخطأ أن نعتقد بأن أي شيء يملأ الفراغ , بل الشيء المنظم والمستعد والذي قرر مسبقا هو الذي يحل مكان الفراغ .
كتبه جعفر الصادق طحان