اليوم العالمي للإيدز

يصادف اليوم الأول من كانون الأول من كل عام اليوم العالمي للإيدز، وهو مناسبة دولية معترف بها من الأمم المتحدة، تهدف إلى تعزيز التوعية، اولوقاية، ودعم المتعايشين مع فيروس HIV.
وفي سورية، تأتي هذه المناسبة في وقتٍ تعيش فيه البلاد مرحلة إعادة بناء شاملة، تتطلب ربط الصحة العامة بمسار التنمية الوطنية والمواطنة.

ومن هنا فإننا في تيار المستقبل السوري نرى في اليوم العالمي للإيدز فرصة للتأكيد على أن الوقاية، والعلاج، وحقوق المواطنين المتعايشين مع الفيروس هي جزء أساسي من الدولة المدنية العادلة التي نطمح إليها.

يُذكّر تيار المستقبل السوري بالاحصائيات حول المصابين مما يوجب نشر التوعية حوله:

1- على المستوى العالمي
يعيش حول العالم نحو 40.8 مليون شخص مع فيروس HIV حتى نهاية 2024.
تم تسجيل نحو 1.3 مليون إصابة جديدة في 2024، فيما توفي حوالي 630,000 شخص بسبب أمراض مرتبطة بالإيدز.

2- الوضع في سورية
منذ أول تسجيل في 1987 وحتى 2022، بلغ عدد الحالات المكتشفة نحو 1141 إصابة.
من بين هؤلاء، تلقى 326 مريضاً العلاج ضمن برنامج مكافحة الإيدز.
تقديرات منظمة الصحة الإقليمية تشير إلى أن سورية تقع ضمن الدول ذات معدلات انتشار منخفضة، مع تقدير عدد المتعايشين بحوالي 840 شخصاً تقريباً، فيما نرى أن سبب ذلك هو عدم وجود اهتمام وإحصاء دقيق بسبب حالة الثورة التي كانت تشهدها سورية منذ 2011م، كما أن الأرقام الرسمية في سورية قد تقلل حجم المشكلة الفعلي بسبب صعوبة الوصول إلى بعض المناطق وعدم شمول كافة الحالات بالإحصاء.

يؤكد تيار المستقبل السوري على ما يأتي:

الوقاية والفحص الشامل:
يجب توفير برامج فحص مجانية، وسرية، وآمنة لجميع المواطنين، مع تعزيز التوعية حول طرق انتقال فيروس HIV وأساليب الوقاية.

تمكين المتعايشين وحماية حقوقهم:
نؤكد على أن المرض ليس سبباً للوصمة أو التمييز. وكل متعايش له الحق في العلاج، والحياة الكريمة، والتعليم والعمل دون تمييز.

ربط الصحة العامة بإصلاح الدولة:
الصحة العامة جزء من البنية الوطنية للدولة المدنية. وإصلاح النظام الصحي، ودعم برامج الوقاية، وتعزيز القدرة التشخيصية ضرورة وطنية لضمان استدامة جهود مكافحة الإيدز.

دور المجتمع المدني والشباب:
نرى أن المنظمات غير الحكومية، والناشطين الشباب، والقطاع التعليمي لهم دور محوري في التوعية، ودعم المرضى، ومتابعة تنفيذ البرامج الوطنية.

الشفافية والمساءلة:
ندعو الجهات الصحية والجهات الرسمية إلى نشر البيانات بشكل دوري ودقيق، لضمان قدرة الدولة على التخطيط للوقاية والعلاج بشكل فعّال، ولضمان حماية حقوق جميع المواطنين.

يدعو تيار المستقبل السوري وزارة الصحة والجهات الرسمية المختصة إلى تعزيز برامج الفحص، والوقاية، وتوفير العلاج لجميع المتعايشين، كما يدعو المجتمع المدني والمنظمات الدولية إلى دعم الصحة العامة وتوفير الموارد والخبرات الفنية.

يُشدد تيار المستقبل السوري على دور وسائل الإعلام والمثقفين في نشر ثقافة التوعية، والتضامن، ومناهضة وصمة العار الاجتماعية، كما يدعو تيار المستقبل السوري كل مواطن ومواطنة إلى المشاركة الفاعلة في التوعية، والالتزام بالوقاية، ونشر المعرفة بشكل مسؤول.

يؤمن تيار المستقبل السوري أن فيروس HIV/الإيدز يظل تحدياً صحياً عالمياً، لكن في سورية يمكن مواجهته بالوعي، والتضامن، والإصلاح المؤسسي. ونرى أن اليوم العالمي للإيدز 1 كانون الأول 2025 هو دعوة لتحويل الوقاية والعلاج إلى حقوق وطنية، وضمان حماية المواطنين المتعايشين، وبناء مجتمع صحي، متضامن، وعادل.

يؤكد تيار المستقبل السوري التزامه بالدفاع عن الصحة العامة، والكرامة الإنسانية، وحق كل سوري في العيش بسلام وأمان، كجزء من رؤية وطنية لبناء سورية مستدامة وعادلة.

شاركها على:

اقرأ أيضا

إعادة تكوين الإنسان العربي: من التهميش إلى الولادة الجديدة

التحديات التي تواجه الإنسان العربي وكيف يمكن إعادة تكوينه من التهميش إلى التحول الإيجابي.

4 ديسمبر 2025

أنس قاسم المرفوع

واقع تجارة المخدرات وتعاطيها في سورية في مرحلتي ما قبل وبعد سقوط نظام الأسد

واقع تجارة المخدرات وتعاطيها في سورية قبل وبعد سقوط نظام الأسد وتأثيرها على الاقتصاد والمجتمع.

4 ديسمبر 2025

إدارة الموقع