يرحب تيار المستقبل السوري بوصول ثلاث بواخر محملة بـ14 ألف طن من الطحين الأمريكي إلى ميناء طرطوس يوم الثلاثاء 16 ديسمبر 2025، ضمن برنامج المساعدات الأممية عبر منظمة الأغذية العالمية (WFP) وبتمويل أمريكي مباشر، لدعم الأفران العامة وتعزيز المخزون الاستراتيجي من المواد الغذائية الأساسية.
يؤكد تيار المستقبل السوري أن هذه الشحنة تمثل إضافة حيوية في مواجهة التحديات الغذائية الشديدة التي يواجهها الشعب السوري، حيث يعاني نحو 12.9 مليون مواطن – أي أكثر من نصف السكان – من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وفقاً لتقرير مشترك بين برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (FAO) لعام 2025-2026.
ويأتي هذا الدعم في وقت يعاني فيه القطاع الزراعي السوري من آثار الجفاف المتكرر، والتغيرات المناخية، وانخفاض إنتاج الحبوب إلى 1.2 مليون طن فقط خلال عام 2025، مقارنة بمتوسط تاريخي يفوق 4 ملايين طن، مما يجعل استيراد الحبوب والطحين ضرورة ملحة لضمان توفر الخبز المدعوم كغذاء أساسي يومي لملايين الأسر.
يثمن تيار المستقبل السوري التنسيق الفعال بين الجهات الحكومية المعنية في استقبال وتوزيع هذه الشحنات، مشيداً بوصول شحنات سابقة مماثلة، مثل الخمس بواخر التي حملت كميات كبيرة من القمح إلى مينائي اللاذقية وطرطوس في 5 ديسمبر 2025، والتي ساهمت في تخفيف الضغط على المخابز والأسواق المحلية.
كما يقدر تيار المستقبل السوري الدور الإنساني للجهات الدولية المانحة في تقديم هذه المساعدات دون شروط سياسية مباشرة، مما يعكس التزاماً مشتركاً بتخفيف معاناة المدنيين.
وفي السياق ذاته، يشدد تيار المستقبل السوري على أهمية تنويع مصادر الاستيراد الغذائي وتعزيز الشراكات الدولية العادلة، مع الحرص على حل أي التزامات تعاقدية سابقة بشكل قانوني وشفاف، كما يتجلى في التعامل مع بعض النزاعات التجارية الأخيرة المتعلقة بتوريد الحبوب، والتي شهدت في الفترة الأخيرة رفع دعاوى قضائية من جانب شركات روسية مثل "بالادا" ضد مؤسسات سورية رسمية، كما أعلن عن ذلك في 10 ديسمبر 2025، مطالبة بتعويضات مالية كبيرة.
إن مثل هذه النزاعات تذكرنا بضرورة مراجعة العقود الدولية بعناية لضمان توافقها مع المصلحة الوطنية، وتجنب أي التزامات قد تعيق السيادة الاقتصادية.
يحذر تيار المستقبل السوري من مخاطر الاعتماد المطول على المساعدات الخارجية، مهما كانت قيمتها الإنسانية في المرحلة الانتقالية الحالية، ويدعو إلى استراتيجية وطنية شاملة لتحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي، من خلال إعادة تأهيل الأراضي الزراعية، دعم المزارعين بالبذار والأسمدة والري الحديث، واستثمار في مشاريع التكيف مع التغيرات المناخية، بالإضافة إلى تطوير البنية التحتية للموانئ والتخزين لضمان كفاءة أعلى في الاستيراد والتوزيع.
يجدد تيار المستقبل السوري التزامه الكامل بدعم كل الجهود الوطنية والدولية التي تساهم في بناء سورية جديدة قوية ومستقلة غذائياً واقتصادياً، مع الحفاظ على السيادة الكاملة على الموارد والموانئ، ورفض أي تدخل يمس كرامة الشعب السوري أو مستقبله.
