يتابع تيار المستقبل السوري بقلق بالغ وغضب عارم التطورات الخطيرة التي شهدتها محافظة السويداء خلال الأيام القليلة الماضية،
وبالأخص:
- اختطاف الشيخ رائد حكمت المتني يوم السبت 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2025، وإخضاعه لتعذيب وحشي أدى إلى مقتله وإلقاء جثمانه أمام المشفى الوطني في السويداء ليلة الأحد 1 كانون الأول/ديسمبر 2025.
- اختطاف الشيخ ماهر فلحوط في اليوم نفسه، ومقتله تحت التعذيب أيضاً، وإلقاء جثمانه مساء اليوم نفسه الثلاثاء 2 كانون الأول/ديسمبر 2025.
- استمرار اختفاء عدد من معتقلي الرأي قسرياً في مقرات سرية تابعة لما يُسمى «الحرس الوطني» بقيادة الشيخ حكمت شهاب الدين الهجري.
يرى المستقبل السوري أن هذه الجرائم البشعة التي تُرتكب باسم «الدفاع عن الكرامة» أو «ضبط الخارجين عن القانون» ليست سوى تكرار لأبشع ممارسات النظام البائد الذي ثرنا عليه جميعاً. ولا فرق اليوم بين من يعذّب في فرع فلسطين سابقاً وبين من يعذّب في قبو سري في السويداء، الضحية سوري والجلاد سوري والجريمة واحدة.
إن تيار المستقبل السوري إذ يدين بأشد العبارات هذه الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والقانون والأخلاق، فإنه يؤكد الآتي:
- لا سلطة فوق سلطة القانون والدولة السورية الواحدة الموحدة، ولا أحد يملك حق الاعتقال أو التحقيق أو التعذيب أو القتل خارج إلا الأجهزة الرسمية المخولة قانوناً.
- جرائم التعذيب حتى الموت والاختفاء القسري والإعدام خارج القضاء هي جرائم ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم، وسيأتي يوم يُحاسب فيه كل من تورط فيها مهما طال الزمن.
- السويداء جزء لا يتجزأ من الوطن السوري، وأبناؤها مواطنون سوريون متساوون في الحقوق والواجبات، وليسوا رهائن لدى ميليشيا أو عشيرة أو زعيم طائفي.
- كل محاولة لتبرير هذه الجرائم بذريعة «الخيانة» أو «التواصل مع دمشق» هي محاولة بائسة للتغطية على الفساد والاستبداد والقتل.
يدعو تيار المستقبل السوري الحكومة السورية إلى:
- التدخل الفوري والحاسم لضبط الأمن في المحافظة وإنهاء حالة الفوضى المسلحة والسعي لإبعاد المظلة الاسرائيلية على الميليشيات الدرزية الإرهابية الخارجة عن القانون.
- فتح تحقيق قضائي علني ومستقل في جريمتي القتل تحت التعذيب، ومحاسبة الجناة والآمرين بها أياً كانت مواقعهم.
- العمل على إطلاق سراح كل المعتقلين قسرياً في سجون «الحرس الوطني» وغيرها من المقرات غير الشرعية فوراً.
يدعو تيار المستقبل السوري أبناء السويداء الأحرار، ورجال الدين الشرفاء، وكل القوى الوطنية في المحافظة، إلى الوقوف صفاً واحداً ضد التطرف والإرهاب الجديد، ورفض تحويل جبل العرب إلى إمارة ظلام، وألا نسمح لأحد، أياً كان اسمه أو لقبه أو انتماؤه، أن يعيدنا إلى زمن السجون السرية والتعذيب.