إطلاق صحيفة الثورة السورية بحلتها الجديدة

يرى تيار المستقبل السوري أن إطلاق صحيفة الثورة السورية بالنسخة الورقية والإلكترونية الجديدة يمثل استعادةً لفضاء إعلامي وطني بعد سنوات من تعطّل وإغلاق الصحافة المطبوعة، كما ونُشدّد على أن الصحافة الحرة، الورقية منها والرقمية، هي أحد أعمدة بناء الدولة الحديثة، فهي مرآة هموم الناس، آمالهم، وقضاياهم اليومية.

يرى تيار المستقبل السوري أن الصحافة الجديدة يجب أن تكون منصة لتعزيز الهوية الوطنية الجامعة، وتحرير الفضاء العام من الإقصاء والتهميش، عبر تمثيل كل شرائح المجتمع دون هيمنة فئة بعينها.

يؤكد تيار المستقبل السوري أن الصحافة يجب أن تُمارس بمسؤولية، واحترام الحقيقة، وشفافية، بعيداً عن الدعاية الحزبية أو الهيمنة السلطوية، لتحقيق صحافة وطنية تصون كرامة المواطن وتعكس تطلعاته.

يرى تيار المستقبل السوري أن الصحافة الحرة يجب أن تُرافق عملية بناء مؤسسات الدولة — القضاء، الإدارة، العدالة، الحقوق — بحيث تُسهم في فضح الفساد، ومحاسبة المسؤولين، وضمان مراقبة المجتمع، لا أن تكون مجرد صوت حكومي.

يشدّد تيار المستقبل السوري على أن دمج الصحافة الورقية مع المنصات الرقمية يمنح فرصة لفتح نقاش عام حقيقي، ومشاركة مجتمعية، وتعميق الوعي السياسي والثقافي وهو أمر ضروري في مرحلة ما بعد التحرير وإعادة الهيكلة.

يؤكد تيار المستقبل السوري أن إطلاق صحيفة في هذه المرحلة تحمل تكلفة اقتصادية كبيرة — في بلد يعاني من أزمات معيشية، وضعف القدرة الشرائية، واحتياجات عاجلة — لذا يجب ضمان أن تكون موارد الصحافة شفافة، لا تُستخدم كأداة إنفاق غير مبرّر في ظل الأولويات الأساسية للمواطن.

يرى تيار المستقبل السوري أن الصحيفة الجديدة وقّفت على مفترق: إما أن تكون بداية حقيقية لإعلام مستقل ومهني، أو أن تتحول إلى أداة إعلامية مرتبطة بالمركز، لذلك يهمنا أن تكون حريتها الحقيقية على الأرض، وأن تُمنح مساحة للآراء المستقلة والمعارضة البناءة، وليس فقط لإعادة إنتاج خطاب رسمي.

بناءً على ما سبق، يوصي تيار المستقبل السوري ما يلي:

  1. دعوة الصحيفة إلى تبنّي ميثاق مهني وأخلاقي صريح: استقلالية، مهنية، شفافية، احترام في الرأي، وتعددية في الصوت.
  2. تشجيع الصحافة على تغطية قضايا العدالة الانتقالية، وحقوق المواطن، وإعادة الإعمار، والاقتصاد، والشباب، الهجرة، والمهجر.. ليس فقط السياسة أو الاقتصاد الرسمي.
  3. فتح المساحة أمام منظمات المجتمع المدني، فئات مهمشة، المعارضة، المهجّرين، ليكون الإعلام جسراً للحوار الإيجابي والبناء وليس آلة تضليل أو تلميع سلطة.
  4. ربط الإعلام بمشروع وطني متكامل: إعلام + مجتمع مدني + مؤسسات شفافة + اقتصاد مستقر، لأن الصحافة لوحدها لا تغيّر الواقع.
  5. دعوة السوريين كافة للمشاركة: قراءة، نقد، اقتراح، متابعة، لأن الصحافة هي ملك للشعب أولاً، وليست امتيازا لمن في السلطة.

يعتبر تيار المستقبل السوري أن إعادة إصدار صحيفة الثورة السورية بتاريخ 1/12/2025 تشكل من حيث المبدأ فرصة وطنية لبناء إعلام حر، مهني، ومتعدد الأصوات، يعكس آلام السوريين وآمالهم، ويساهم في مشروع إعادة بناء الدولة.
لكن هذه الفرصة محفوفة بالتحديات، لهذا يجب أن تُترجم إلى واقع إعلامي نزيه ومستقل، لا أن تصبح مجرد إعادة إنتاج لخطاب رسمي.

شاركها على:

اقرأ أيضا

إعادة تكوين الإنسان العربي: من التهميش إلى الولادة الجديدة

التحديات التي تواجه الإنسان العربي وكيف يمكن إعادة تكوينه من التهميش إلى التحول الإيجابي.

4 ديسمبر 2025

أنس قاسم المرفوع

واقع تجارة المخدرات وتعاطيها في سورية في مرحلتي ما قبل وبعد سقوط نظام الأسد

واقع تجارة المخدرات وتعاطيها في سورية قبل وبعد سقوط نظام الأسد وتأثيرها على الاقتصاد والمجتمع.

4 ديسمبر 2025

إدارة الموقع