مؤسسة إكثار البذار تؤمّن احتياجات المزارعين في سورية

يتابع تيار المستقبل السوري باهتمام شديد كل الإجراءات الحكومية في المرحلة الانتقالية، مرحلة إعادة بناء الدولة على أسس الشفافية والعدالة الاجتماعية، مع التركيز على استعادة السيادة الغذائية كركيزة أساسية للاستقرار الوطني، ويهمنا التعليق على الخبر المنشور في 16 ديسمبر 2025 حول تأمين مؤسسة إكثار البذار احتياجات المزارعين في سورية، الذي يبرز جهود المؤسسة العامة لإكثار البذار في تلبية احتياجات المزارعين عبر نظام القرض الحسن والبيع المباشر للبذار المعتمدة، إلى جانب مبادرة "ريفنا أخضر" لإحياء الغطاء النباتي، واتفاقية مع برنامج الغذاء العالمي، واجتماعات مع منظمات دولية لإعادة تأهيل القطاع الزراعي

يرحب تيار المستقبل السوري بكل مبادرة عملية تساهم في دعم المزارعين، مثل توفير البذار المحسنة عبر المسارين المذكورين، ومشاركة الوزارة في معارض مثل معرض الزيتون في إدلب، معتبراً إياها خطوات أولية ضرورية في سياق التعافي من آثار الجفاف والنزاعات.

يؤكد تيار المستقبل السوري أن هذه الإجراءات، رغم إيجابيتها، تظل محدودة التأثير أمام الانهيار الهيكلي الذي أصاب القطاع الزراعي، نتيجة عقود من السياسات الاقتصادية الخاطئة التي أدت إلى تراجع الإنتاج بنسبة تصل إلى 50% في بعض المناطق، وفقدان ملايين الهكتارات من الأراضي الزراعية بسبب التصحر والتلوث.

يشدد تيار المستقبل السوري على أن دعم المزارعين يتطلب نهجاً متكاملاً يتجاوز التوزيع المؤقت، بما في ذلك توفير الوقود الزراعي بأسعار مدعومة لتجنب تعطيل عمليات الحراثة، وإعادة بناء شبكات الري المتضررة التي تغطي أقل من 30% من الاحتياجات الحالية، ومكافحة آثار التغير المناخي من خلال برامج استصلاح أراضي علمية تعتمد على تقنيات الري بالتنقيط والزراعة المستدامة.

يذكر تيار المستقبل السوري أن الاعتماد المتزايد على المساعدات الدولية، كالاتفاق مع برنامج الغذاء العالمي، يجب أن يكون مؤقتاً وموجهاً نحو بناء قدرات وطنية مستقلة، لاستعادة دور سورية كمصدر غذائي إقليمي، بدلاً من التحول إلى دولة تعتمد على الاستيراد بنسبة تفوق 40% من احتياجاتها الغذائية.

يطالب تيار المستقبل السوري بتعزيز الشفافية من خلال نشر تقارير دورية مفصلة عن الكميات الموزعة، المناطق المستفيدة، وآليات الرقابة لمنع أي شكل من أشكال الفساد أو المحاباة، مع إشراك المجتمعات المحلية في عملية التخطيط والتنفيذ.

يؤمن تيار المستقبل السوري بأن المرحلة الانتقالية تمثل فرصة ذهبية لإعادة هيكلة القطاع الزراعي جذرياً، من خلال تبني نموذج لامركزي يعزز الاستثمار الخاص والشراكات مع القطاع المدني، ودعم المزارعين الصغار الذين يشكلون 80% من القوى العاملة الزراعية، ودمج الابتكارات التكنولوجية مثل الزراعة الدقيقة والذكاء الاصطناعي في مراقبة المحاصيل.

يدعو تيار المستقبل السوري شباب سورية، ومزارعيها، وخبرائها إلى الانخراط في حوار وطني شامل لصياغة استراتيجية زراعية وطنية ترتكز على العدالة البيئية والاجتماعية، وتهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي وتصدير الفائض، مع الحفاظ على التنوع البيولوجي والموارد الطبيعية للأجيال القادمة.

يجدد تيار المستقبل السوري التزامه ببناء سورية المستقبل: دولة مدنية تعددية، تحمي حقوق الإنسان، وتستثمر في طاقات شبابها لتحقيق نهضة اقتصادية شاملة، تجعل الريف السوري مصدر قوة وازدهار للوطن بأكمله.

شاركها على:

اقرأ أيضا

الأساس والسطح والاقتصاد السياسي للتطرف في سورية

الأساس والسطح والاقتصاد السياسي للتطرف في سورية وتأثير العوامل الاقتصادية على الأيديولوجيات.

17 ديسمبر 2025

إدارة الموقع

وصول شحنات المساعدات الإنسانية الأمريكية إلى ميناء طرطوس

وصول شحنات المساعدات الإنسانية الأمريكية إلى ميناء طرطوس يساهم في دعم الأفران العامة وتحسين الأمن الغذائي.

17 ديسمبر 2025

إدارة الموقع