حل اتحاد شركات التأمين واتحاد وكلاء ووسطاء التأمين في سورية

يُرحب تيار المستقبل السوري بالإعلان الذي أصدره وزير المالية محمد يسر برنية في 12 ديسمبر 2025، والذي يقضي بحل اتحاد شركات التأمين واتحاد وكلاء ووسطاء التأمين، تمهيداً لإجراء انتخابات جديدة خلال الشهرين المقبلين، وصياغة استراتيجية وطنية شاملة تهدف إلى تعزيز مبادئ الحوكمة الرشيدة، ومكافحة الفساد، وتبني معايير دولية متقدمة، بالإضافة إلى رسم خارطة طريق لإصلاح نظام التأمين الصحي بالتنسيق مع وزارة الصحة.

يعتبر تيار المستقبل السوري هذا الإعلان خطوة استراتيجية نحو تعزيز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي. فإن قطاع التأمين، الذي طالما عانى من الاحتكار والفساد المؤسسي تحت النظام السابق، يمثل بوابة أساسية لإعادة بناء الاقتصاد الوطني الذي انكمش بنسبة تفوق الـ80% منذ اندلاع الثورة عام 2011. ونرى من خلال هذا الإصلاح، يمكن تحقيق قفزة نوعية في حجم السوق التأمينية، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وتعزيز الثقة في المؤسسات المالية، مما يساهم في دعم عودة ملايين اللاجئين وإعادة إعمار البنية التحتية المهدمة.
كما أن التركيز على إصلاح التأمين الصحي يعكس وعياً بضرورة بناء نظام اجتماعي عادل يضمن الحق في الصحة كحق أساسي لكل مواطن، خاصة في ظل التحديات الصحية الناجمة عن سنوات النزاع والأزمات الاقتصادية.

يؤكد تيار المستقبل السوري على أن نجاح هذه الخطوة يتوقف على عدة عوامل حاسمة، وعلى رأسها:

1- يجب ضمان شفافية عملية الانتخابات الجديدة من خلال إشراف مستقل يشمل ممثلين عن المجتمع المدني، والمنظمات الدولية، والقوى السياسية المتنوعة، لتجنب أي شبهات بالتدخل أو التحيزات السياسية التي قد تعيد إنتاج أنماط الفساد السابقة.

2- في ظل الهشاشة السياسية للمرحلة الانتقالية، مع استمرار التوترات في مناطق الشرق والجنوب، والحاجة إلى حل النزاعات مع القوات الكردية ودمجها في الإطار الوطني، قد يؤدي أي تأخير في التنفيذ إلى فوضى مؤقتة في القطاع، مما يزيد من معاناة المواطنين الذين يعانون بالفعل من ارتفاع التكاليف ونقص الخدمات الأساسية.

3- نحذر من مخاطر الخصخصة غير المنظمة، التي قد تفيد نخباً اقتصادية محدودة على حساب الطبقات الفقيرة، وندعو إلى ربط الاستراتيجية الوطنية بنظام ضمان اجتماعي شامل يوازن بين الكفاءة السوقية والعدالة الاجتماعية، مع ضمان رواتب مجزية للكوادر الطبية والفنية لمنع هجرتهم.

يطالب تيار المستقبل السوري الحكومة الانتقالية بإعلان التفاصيل الدقيقة للاستراتيجية الوطنية في أقرب وقت ممكن، وإجراء حوار وطني واسع يشمل كافة الأطراف السياسية والاجتماعية لضمان تنفيذ الإصلاحات بما يعزز الوفاق الوطني ويبني أسساً متينة للسلم الأهلي الدائم.

كما ويؤكد تيار المستقبل السوري التزامه بدعم كل مبادرة وطنية تعزز الثوابت السورية، وتعمل على تحقيق مستقبل مزدهر يجمع بين التقدم الاقتصادي والحفاظ على الهوية الوطنية المشتركة.