كلمة المجلس الوطني الكردي
في الاحتفالية التي اقامها تيار المستقبل السوري بمناسبة الذكرى السنوية الاولى للتحرير
الاخوة والاخوات في تيار المستقبل السوري تحية لكم جميعا ونشكر لكم دعوتنا لنتشارك في احياء هذه الذكرى العظيمة مع انبلاج فجر سوريا ، ونتشارك نحن الباقون على قيد الحياة مع الشهداء الاحياء عند ربهم يرزقون ، ومع المهجرين والمفقودين وكل المعذبين في وطننا فرحتهم بيوم هروب راس النظام ، وانهيار منظومته الاستبدادية التي اذاقت السوريين صنوف القهر والعذاب، قتل ودمّر وشرّد طيلة اربعة عشر عاما ، انتهك كرامة السوريين عقودا من الزمن ، وتنكر للدور الوطني للكرد ورجالاتهم منذ مقارعة الانتداب الفرنسي الى يومنا هذا ، واستهدف الوجود القومي للشعب الكردي بمشاريع عنصرية مقيتة ، حتى وصل به الامر الى قتل اكثر من ثلاثين من المواطنين الكرد بالرصاص الحي في عام ٢٠٠٤ في احداث ملعب قامشلي واثناء تشييع جنازات الشهداء وحينها اسقط الشباب الكرد لاول مرة صنم حافظ الاسد في عامودا، وبعد عشرين عاما من ذلك اصبح الثامن من كانون الاول لعام ٢٠٢٤ الحدث الابرز على مستوى العالم ، ويضحى بداية نهاية المعاناة السورية ، كيوم نتيجة لتضحيات الجميع رجالا ونساء ، مسلمين ومسيحيين وازيديين ، عربا وكردا وسريان اشوريين وتركمان وغيرهم، وقدموا الغالي والنفيس من اجل حريتهم وكرامتهم ومن اجل فجر سوريا.
اننا في المجلس الوطني الكردي في سوريا ، الذي له باع طويل في مناهضة الدكتاتورية ومناهضة النظام ، وتعرض رفاقه وكوادره للملاحقات والسجون منذ الستينات من القرن الماضي، وفي هذه المناسبة التاريخية نؤكد بان السوريين لن تكتمل فرحتهم بزوال نظام الاستبداد والفساد بل يكتمل بتحقيق تطلعاتهم التي ضحوا من اجلها في بناء دولة عادلة تصون حرية جميع المواطنين وكرامتهم ، وتؤمن لهم الامن والامان والعيش الكريم ، وقبل ذلك كله الالفة والوئام، ولتحقيق ذلك في واقع يعيشها السوريون فان المجلس يدعو الادارة الانتقالية والرئيس احمد الشرع الى تبني نهج الانفتاح والحوار مع كافة المكونات القومية والسياسية والمجتمعية وضمان مشاركتهم الفاعلة في قرار بناء الدولة المنشودة، كما يرى المجلس ان تغافل القضية الكردية وتناولها بمواقف وجمل جميلة، نقدرها ، لكنها لاتفي ولا تخدم مسيرة البناء والاستقرار، ويدعو الى ترجمة الاقوال الى افعال والحوار مع الوفد الكردي المشترك الذي اتفق عليه الكرد والذي يحمل رؤية حول مستقبل سوريا وحل القضية الكردية ضمن وحدة البلاد.
ان الشعب السوري بتاريخه المجيد بريء من لغة الكراهية والخطابات التحريضية التي زرعها النظام البائد ، هذه الخطابات التي ظهرت مؤخرا تقوض اسس العدالة والمساواة في الدولة المنشودة ، على الحكومة وعلينا جميعا ردع هذه الظاهرة المقيتة ومحاسبة المسيئين ، وان الرد الامثل على ذلك يكون بتعزيز ثقافة العيش المشترك وحماية السلم الاهلي وتامين حقوق كافة المكونات دستوريا.
ان سوريا التي ننشدها هي سوريا الاجمل سوريا الحرية والكرامة ، سوريا ديمقراطية لامركزية بهويتها المتعددة القوميات الثقافات والاديان والتي تبنى وتصان بارادة ابنائها وشراكتهم الحيقية.
الرحمة للشهداء والعودة الآمنة للمهجرين والمفقودين .
2025-12-08
المجلس الو طني الكردي في سوريا