حفل انتصار الثّورة السوريّة وكلمة مكتب شؤون الأسرة، سماح مارديني

كلمة مكتب شؤون الأسرة في تيار السوري في الحفل المركزي بالذكرى السنوية الأولى لانتصار الثورة السورية وسقوط نظام الأسد

السيدات والسادة أعضاء وكوادر تيار المستقبل السوري

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
وأسعد الله أوقاتكم جميعاً بكل خير

يشرفني أن أكون اليوم إلى جانب صديقتي هبة ترجمان، وهي أيضاً عضو في تيار المستقبل السوري للحديث عن ملف المعتقلين والمفقودين، ذلك الملف الإنساني ذا الجرح العميق.

إننا وكأخواتٍ لمفقودين، نحمل هذا الألم في قلوبنا، كما يحمله آلاف السوريين الذين ينتظرون الحقيقة منذ سنين طويلة، وما يزالون!!
آباءَ وأمهات
إخوة وأخوات
أبناءَ وبنات
أصدقاءَ وصديقات
جيرانَ وأبناء وطن !!

إننا في مناسبة عيد النصر والتحرير نشعر أن فرحتنا منقوصةٌ وغير مكتملة.

فمصير أحبتنا الذين غيّبهم الطاغية ما يزال مجهولاً، رغم مرور أشهر على تأسيس الهيئة الوطنية للمفقودين

والتي كنّا نأمل أن تكون بارقة أمل وبداية لمسار العدالة الحتمي.

لكن، حتى الآن، لم تُتخذ خطوات جادة وملموسة، فلم نرَ إنشاء قاعدة بيانات وطنية للمفقودين، ولا لمسنا آليات واضحة لدعم الأهالي أو التواصل معهم، ولم تُفتح ملفاتٌ بشكلٍ يعكس حجم المأساة وألم المعاناة.

لذلك، ومن خلال رعاية تيار المستقبل السوري لنا، وبذله الوقت والجهد في متابعة قضيتنا، وتسليط الضوء عليها إعلامياً وسياسياً واجتماعياً وإنسانياً، فإننا نؤكد لكم أن صوتنا اليوم بات أعلى وأقوى، وأن ملف المفقودين بفضل تيار المستقبل السوري وكل المخلصين سيتحول إلى أولوية وطنية لا تُهمَّش ولا تُؤجل، فهي أساس العدالة الانتقالية وبداية التصالح مع آلام شعبنا.

نود هنا أن نؤكد على قضية لا تقل أهميةً
إنها قضية المعتقلين المحرَّرين، الذين خرجوا من معتقلات النظام البائد محطمين جسدياً ومنهارين نفسياً، ويعيش معظمهم اليوم أوضاعاً معيشية صعبة وقاسية.
ورغم تشكيل روابط عديدة للدفاع عنهم، إلا أنهم لم يحصلوا حتى الآن على العلاج الكافي، ولا الدعم النفسي، ولا برامج إعادة الاندماج التي تليق بتضحياتهم.

هؤلاء يا سادتي وسيداتي لم يكونوا ضحايا مرحلة مرت وحسب!!، بل كانوا أداة هامة في مسار التحرير، وجسراً لعبور سورية نحو النصر المبين.

ومن خلال هذه المناسبة الوطنية، نؤكد وبما لا يدع مجلا للشك أن ملف المعتقلين المحررين هو على رأس أولوياتنا الوطنية في تيار المستقبل السوري برئاسة أخينا الكبير الدكتور زاهر بعدراني، ولعل الله ان يهيئ لنا في تيار المستقبل السوري وبرعاية كريمة من العهد الجديد وضع برامج واضحة، وميزانية تشمل علاجهم وإعادة تأهيلهم وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي لهم وتمكينهم مهنياً وتأمين فرص عمل تليق بهم، بلوغاً لدمجهم في المجتمع، وإطلاق مبادرات خاصة تُعيد إليهم ما سُلب منهم من سنوات وأحلام.

إنّ رعاية هؤلاء هي رعاية لجوهر الثورة وأخلاقها، وتأكيد على أن الدولة السورية الجديدة لا تُعيد إنتاج الألم، بل تُرمم جراحه.

ختاماً، لتكن هذه المناسبة المباركة بداية عهد جديد يكشف الحقيقة، وينصف الضحايا، ويصون كرامة الإنسان السوري.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شاركها على:

اقرأ أيضا

إنشاء صندوق ضحايا سورية وإعادة توجيه الأموال المصادرة

أهمية صندوق ضحايا سورية ودوره في إعادة توجيه الأموال المصادرة لتحقيق العدالة والدعم للضحايا.

13 ديسمبر 2025

إدارة الموقع

حل اتحاد شركات التأمين واتحاد وكلاء ووسطاء التأمين في سورية

تيار المستقبل السوري يستقبل الإعلان عن حل اتحاد شركات التأمين كخطوة نحو تعزيز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.

13 ديسمبر 2025

إدارة الموقع