يرحب تيار المستقبل السوري ترحيباً حاراً بإطلاق وزارة الصحة في الجمهورية العربية السورية الخطة الوطنية الاستراتيجية للصحة للفترة 2026-2028، والتي تم الإعلان عنها يوم 15 كانون الأول 2025 في المكتبة الوطنية بدمشق، برعاية من الأمانة العامة لرئاسة الجمهورية وبحضور عدد من الوزراء وممثلي الجهات المعنية.
يرى تيار المستقبل السوري أن هذه الخطة الاستراتيجية الشاملة، التي ترمي إلى تعزيز فعالية وكفاءة النظام الصحي الوطني، وتحسين مؤشرات صحة السكان، وخفض معدلات المرض والوفيات، وإصلاح منظومة التأمين الصحي، وتطوير الضمان الصحي العام نحو تغطية شاملة وعادلة، تمثل خطوة نوعية واعدة في مرحلة التعافي المبكر التي تشهدها سورية بعد سنوات طويلة من الصراع والدمار. ونرى فيها تعبيراً عملياً عن إرادة وطنية جادة لإعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس حديثة ومستدامة، تخدم كرامة المواطن السوري وتلبي تطلعاته نحو حياة كريمة.
إن تيار المستقبل السوري، الذي تأسس عام 2012 من رحم الثورة السورية المباركة، وانطلق مدفوعاً بمبادئ الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، يؤمن إيماناً راسخاً بأن الصحة حق أصيل وغير قابل للتصرف لكل مواطن سوري، وأن بناء نظام صحي قوي ومتكامل يشكل الركيزة الأساسية لأي نهوض وطني شامل. فالصحة هي أساس الإنتاجية الاقتصادية، والاستقرار الاجتماعي، والسلم الأهلي، وشرط أساسي لتحقيق التنمية المستدامة التي ننشدها في سورية المستقبل: دولة مدنية تعددية تقوم على سيادة القانون، واحترام حقوق الإنسان، والمواطنة المتساوية.
يدعو تيار المستقبل السوري إلى تعزيز المشاركة الوطنية الواسعة في صياغة وتنفيذ هذه الخطة، بما يشمل:
- إشراك المجتمع المدني، والمنظمات الأهلية، والخبراء المستقلين، والكوادر الطبية في كل مراحل التنفيذ والتقييم.
- ضمان الشفافية التامة في تخصيص الموارد وتوزيع الخدمات الصحية على جميع المناطق السورية دون استثناء أو تمييز.
- ربط الإصلاحات الصحية بمنظومة إصلاحات شاملة تشمل مكافحة الفساد، وتحسين الظروف المعيشية، وتعزيز العدالة الانتقالية، وإعادة بناء الثقة بين الدولة والمواطن. يجدد تيار المستقبل السوري التأكيد على أهمية الاستفادة من الخبرات الدولية والشراكات مع المنظمات الإنسانية والصحية العالمية، مع الحفاظ على السيادة الوطنية الكاملة في رسم السياسات الصحية.
إن تيار المستقبل السوري، انطلاقاً من رؤيته الوطنية الجامعة، يجدد التزامه الكامل بدعم كل المبادرات والإصلاحات التي تخدم مصلحة الشعب السوري العليا، وتساهم في بناء سورية حرة موحدة مستقلة مزدهرة، تليق بتضحيات أبنائها وتطلعات أجيالها القادمة. ويدعو جميع القوى الوطنية الحية إلى الانخراط الإيجابي في هذا المشروع الوطني الكبير، لنبني معاً مستقبلاً يعكس أسمى قيم الإنسانية والتقدم.