يتابع مكتب شؤون الأسرة في تيار المستقبل السوري بقلق بالغ التقارير الأخيرة عن تصدر الأطفال لحالات التسول في محافظة حلب، حيث أفادت لجنة مكافحة التسول بضبط 150 حالة في المدينة خلال يوم واحد (الثلاثاء2025/12/16م)، وذلك ضمن تقريرها الدوري عن النصف الأول من الشهر الجاري، مع غلبة واضحة للأطفال بين الحالات المرصودة. إن هذه الظاهرة، التي تتفاقم يوماً بعد يوم في مختلف المدن السورية، تعكس عمق التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه الأسر السورية، وتهدد مستقبل أجيالنا، خاصة الأطفال الذين يُحرمون من التعليم والرعاية السليمة، ويُعرضون للاستغلال والمخاطر.
يُرحب تيار المستقبل السوري انطلاقاً من مسؤوليته تجاه حماية الأسرة السورية كوحدة أساسية في بناء المجتمع، بجهود الجهات المعنية في مكافحة هذه الظاهرة من خلال الحملات الميدانية والرعاية في المراكز المتخصصة، ويؤكد على ضرورة أن تكون هذه الجهود جزءاً من سياسة وطنية شاملة تركز على الوقاية والتأهيل، لا الإجراءات الأمنية الظرفية فقط.
في هذا السياق، يعيد تيار المستقبل السوري التأكيد على موقفه الثابت الذي عبر عنه في بيانه الرسمي بعنوان "حول قرار محافظة حمص لمعالجة ظاهرة التسوّل" الصادر بتاريخ 27 حزيران (يونيو) 2025 على الموقع الرسمي، حيث دعم الإجراءات الميدانية في حمص آنذاك، مع التأكيد على أهمية دمجها في إطار وطني يشمل برامج دعم الأسر الفقيرة، والتدريب المهني، والتعليم المجاني للأطفال، لضمان كرامة الإنسان السوري ومنع تحول التسول إلى ظاهرة منظمة تستغل الأطفال والنساء.
كما يُذكر تيار المستقبل السوري بالمقال المنشور على الموقع الرسمي بعنوان "الإجراءات الاجتماعية لمعالجة ظاهرة التسوّل في سورية" بتاريخ 23 أيلول (سبتمبر) 2025، الذي أكد على المبادئ نفسها، بما فيها تعزيز التنسيق بين الحكومة والمجتمع المدني، وتعميم المبادرات الناجحة كتلك في حلب.
يدعو تيار المستقبل السوري الجهات الحكومية المعنية إلى:
- تكثيف برامج الدعم الأسري والتأهيل المهني للآباء والأمهات، لمنع انخراط الأطفال في التسول.
- تعزيز التوعية المجتمعية ضد الاستغلال المنظم للأطفال، ودعم المراكز الرعائية بكوادر متخصصة.
- وضع خطط طويلة الأمد تربط مكافحة التسول ببرامج التنمية الاقتصادية والتعليمية، لضمان مستقبل كريم للأسر السورية.