صلح عشائري بمدينة الصنمين بمحافظة درعا

يُثمن تيار المستقبل السوري ما أُعلن عنه اليوم في مدينة الصنمين بمحافظة درعا من صلح عشائري عام، بتاريخ 16 تشرين الثاني/نوفمبر 2025، وذلك برعاية السيد المحافظ المهندس أنور طه حسين، وبحضور مجالس الصلح الوطنية وممثلين عن الجهات الأمنية والفعاليات العشائرية من مختلف المحافظات.

يرى تيار المستقبل السوري هذا الصلح، الذي جاء نتيجة جهود مكثفة امتدت على مدى أشهر، يشكّل محطة أساسية في مسار استعادة السلم الأهلي وتعزيز التماسك الاجتماعي في محافظة درعا، وهي المحافظة التي واجهت خلال السنوات الماضية تحديات أمنية معقدة وتوترات متكررة.
ويؤكد هذا الإنجاز على قدرة أبناء مجتمعنا على معالجة الخلافات بآليات الحوار والتفاهم، وعلى دور المؤسسات الرسمية في دعم المبادرات المحلية كجزء من استراتيجية شاملة لإعادة بناء السلام في سورية.

يرى تيار المستقبل السوري أن هذا الصلح، وما رافقه من حضور رسمي واجتماعي واسع، يمثل نموذجا عمليا لما يمكن أن يتحقق عندما تتكامل المؤسسات الحكومية مع القوى الاجتماعية والعشائرية في إدارة النزاعات المحلية، بعيدا عن منطق القوة وثقافة الثأر.
وهو يعكس أيضا رغبة حقيقية لدى المجتمع المحلي في ترسيخ الأمن المجتمعي وتهيئة مناخ يسمح بتسوية المشكلات المتراكمة التي خلّفتها سنوات الصراع.

وإذ يرحب تيار المستقبل السوري بهذه الخطوة، فإنه يؤكد على جملة من المبادئ والرؤى الضرورية لضمان استدامة نتائج هذا الصلح، ومنها:

  1. تعميم تجربة الصنمين على سائر المناطق التي شهدت نزاعات مماثلة، بما يشمل تشكيل لجان صلح وطنية دائمة تشرف على آليات المعالجة ومنع عودة التوترات.
  2. تسليم السلاح غير الشرعي، وتفعيل برامج تسوية الأوضاع بما ينسجم مع سيادة القانون ويعزز سلطة الدولة على كامل التراب السوري.
  3. اعتماد مقاربة تنموية موازية للصلح، عبر إطلاق مشاريع إعادة إعمار تدريجية في مدينة الصنمين وريف درعا، تشمل البنى الخدمية وفرص العمل والتمكين الاقتصادي للشباب.
  4. تعزيز ثقافة الحوار والتسامح من خلال برامج مجتمعية وتربوية، بما يرسخ قيم التعايش ويمنع ظهور موجات جديدة من الاستقطاب.
  5. إشراك المجتمع المدني وممثلي العشائر في مراقبة تنفيذ بنود الصلح، لضمان الشفافية وتعزيز الثقة بين الأطراف كافة.

إن تيار المستقبل السوري يرى في صلح الصنمين اليوم خطوة جديدة ضمن سلسلة ضرورية من الجهود الرامية إلى بناء سورية آمنة موحدة تقوم على العدالة وسيادة القانون، ويجدّد التيار التزامه الكامل بدعم المبادرات المحلية والوطنية التي تسهم في استعادة الاستقرار وتعزيز اللحمة المجتمعية، مؤكدا أن مستقبل سورية لا يُبنى إلا عبر الثقة المتبادلة والعمل المشترك بين المؤسسات الرسمية والمجتمعات المحلية.

شاركها على:

اقرأ أيضا

إعادة تكوين الإنسان العربي: من التهميش إلى الولادة الجديدة

التحديات التي تواجه الإنسان العربي وكيف يمكن إعادة تكوينه من التهميش إلى التحول الإيجابي.

4 ديسمبر 2025

أنس قاسم المرفوع

واقع تجارة المخدرات وتعاطيها في سورية في مرحلتي ما قبل وبعد سقوط نظام الأسد

واقع تجارة المخدرات وتعاطيها في سورية قبل وبعد سقوط نظام الأسد وتأثيرها على الاقتصاد والمجتمع.

4 ديسمبر 2025

إدارة الموقع