يعبّر تيار المستقبل السوري عن ترحيبه بالقرار الصادر عن مجلس الأمن الدولي مساء الخميس 6 تشرين الثاني/نوفمبر 2025، والقاضي بشطب اسم الرئيس السوري أحمد الشرع ووزير الداخلية أنس خطاب من قوائم العقوبات الأممية، وذلك بأغلبية أربعة عشر صوتاً وامتناع الصين عن التصويت دون استخدام حق النقض.
يعتبر تيار المستقبل السوري هذا القرار خطوة سياسية مهمة تعكس التحول الدولي في مقاربة الملف السوري، وانتقال المجتمع الدولي من مرحلة العقوبات والعزلة إلى مرحلة الشراكة والتعاون في دعم مسار الاستقرار والتنمية وإعادة الإعمار، بما يرسّخ الاعتراف المتزايد بشرعية المؤسسات الوطنية السورية الجديدة، وبخيار الشعب السوري في بناء دولته الحرة المستقلة.
يؤكد تيار المستقبل السوري أن رفع العقوبات يشكّل دلالة واضحة على الثقة المتنامية في مسار التحول الديمقراطي والحوكمة الرشيدة التي تنتهجها الحكومة الانتقالية بقيادة الرئيس أحمد الشرع، كما يعكس تقدير المجتمع الدولي لالتزام سورية الجديدة بمكافحة الإرهاب، ومحاربة المخدرات، وصون حقوق الإنسان، والمضي في العدالة الانتقالية وفق المعايير الوطنية والدولية.
يرى تيار المستقبل السوري أن هذا القرار يُسهم في تعزيز بيئة السلام الأهلي والتنمية الاقتصادية، ويمهد الطريق لتوسيع دائرة التعاون الدولي والإقليمي في مشاريع إعادة الإعمار والبنى التحتية، بما يعيد لسورية دورها التاريخي مركزاً للتفاعل الإنساني والحضاري في الشرق الأوسط.
وفي الوقت ذاته، يدعو تيار المستقبل السوري إلى الحفاظ على استقلال القرار الوطني السوري، وتجنّب تحويل الدعم الدولي إلى أداة نفوذ سياسي أو ابتزاز اقتصادي، مؤكداً أن الشراكة الحقيقية تقوم على الاحترام المتبادل والسيادة الوطنية، وعلى قاعدة المصالح المشتركة لا التبعية.
كما يدعو تيار المستقبل السوري جميع الدول الصديقة والمنظمات الدولية إلى مواصلة دعمها للمسار السوري في ملفات التنمية والإصلاح المؤسسي والعدالة الانتقالية، وإلى الانخراط الإيجابي في إعادة بناء الدولة السورية الحديثة القائمة على المواطنة وسيادة القانون.
ويثمّن تيار المستقبل السوري في هذا السياق الموقف الصيني المتوازن رغم امتناعه عن التصويت، ويرى في ذلك حرصاً على استقلالية القرار الأممي وتجنّب التسييس في قضايا العقوبات، ويدعو بكين إلى مواصلة دورها البناء في دعم الاستقرار ومشاريع التنمية في سورية الجديدة.
وفي ضوء هذا الانفتاح الدولي المتزايد تجاه دمشق، يدعو تيار المستقبل السوري جميع القوى الوطنية والمعارضة إلى الانفتاح الإيجابي على الإدارة السورية الجديدة، والتفاعل المسؤول مع مؤسسات الدولة الوطنية بعيداً عن المواقف المسبقة والانقسامات القديمة.
يرى تيار المستقبل السوري أن المرحلة الراهنة تتطلب تجاوز الاصطفافات العقيمة والاتهامات غير المسؤولة، بما في ذلك رفض الخطابات التي تصف الحكومة السورية الجديدة بالإرهاب أو الارتهان، لأن مثل هذه المقولات تخدم بقايا النظام البائد وتعرقل مسار الانتقال الديمقراطي الذي توافق عليه السوريون، فإن الانفتاح الوطني المتبادل هو السبيل الأنجع لترسيخ المصالحة المجتمعية وتحقيق العدالة الانتقالية وبناء الثقة بين جميع مكونات الشعب السوري في الداخل والخارج.
إن تيار المستقبل السوري، إذ يؤكد دعمه الكامل للمسار الوطني بقيادة الحكومة الشرعية، يجدّد التزامه بالعمل مع القوى الوطنية والمدنية في الداخل والخارج لتكريس نهج الدولة العادلة، الجامعة، والمستقلة، ولتعزيز حضور سورية كدولة سلام وشراكة إقليمية ودولية فاعلة.