تابع تيار المستقبل السوري باهتمام بالغ ما أوردته وسائل الإعلام، بتاريخ 31 تشرين الأول/أكتوبر 2025، حول قيام عدد من أبناء بلدة صيدا في ريف القنيطرة بطرد دورية إسرائيلية حاولت التوغل في الأراضي السورية المحررة، وردّ قوات الاحتلال بإطلاق النار باتجاه المنطقة، مما تسبب في حالة توتر في محيط الشريط الحدودي.
إن تيار المستقبل السوري إذ يحيّي الموقف الوطني لأهالي القنيطرة الذين عبّروا بصدق عن تمسكهم بالسيادة السورية ووحدة التراب الوطني، يرى في هذا الحدث تعبيرا واضحا عن استمرار الوعي الوطني الشعبي رغم ما تعانيه البلاد من انقسامات وصراعات داخلية.
ويؤكد التيار أن هذا السلوك الشعبي مسؤول ومتجذر في وجدان السوريين الذين يرفضون الاحتلال والهيمنة أيًّا كانت مصادرها.
يشدد تيار المستقبل السوري على أن الدفاع عن السيادة الوطنية لا يتحقق بالشعارات أو المزايدات، بل ببناء دولة قانون ومؤسسات، تستعيد استقلال قرارها وتمنع استغلال الأراضي السورية في صراعات إقليمية أو أجندات خارجية.
فالسوريون، بعد أكثر من عقد من الحرب، يدركون أن لا مصلحة لهم في مواجهة عسكرية جديدة، وأن حماية الأرض تبدأ بإعادة بناء الإنسان والمؤسسات، لا بتجديد منطق الحروب.
ومن هذا المنطلق، يدعو تيار المستقبل السوري الحكومة السورية إلى استفراغ وسعها في تأمين حياة المواطنين في الجنوب السوري، وسلوك كل المسارات الممكنة لضمان عدم تعرضهم للعدوان أو النزوح بما في ذلك دراسة إمكان عقد ترتيبات أمنية مؤقتة محددة النطاق مع الجهات الدولية أو الأطراف الحدودية ذات الصلة، بما يحفظ أمن السكان ويمنع التصعيد، دون أن تمس هذه الترتيبات بسيادة البلاد أو بحق السوريين في إدارة شؤونهم الوطنية المستقلة.
ويؤكد تيار المستقبل السوري أن إقامة أي تفاهمات أمنية مشروطة بالشفافية والرقابة الوطنية والدولية لا تُعدّ تنازلا عن الحق، بل وسيلة لتجنيب المدنيين ويلات الحروب، وصون الاستقرار بوسائل عقلانية تحفظ الدولة والإنسان معًا.
يدعو تيار المستقبل السوري المجتمع السوري بكل أطيافه، في الداخل والشتات، إلى التعبير عن تضامنه مع أهالي القنيطرة الذين واجهوا العدوان بشجاعة ومسؤولية، وإلى حماية المدنيين هناك من أي تصعيد عسكري أو أمني محتمل.
فإنّ الدفاع عن السوريين جميعًا واجب وطني وأخلاقي، وهو الطريق الحقيقي لإعادة بناء الثقة الوطنية وترميم النسيج الاجتماعي الذي مزقته الحروب والتدخلات.
يؤكد تيار المستقبل السوري على أن تحرير الأرض لا ينفصل عن تحرير الإنسان، وأن الكرامة الوطنية تُصان حين تكون الدولة خادمة لمواطنيها، لا متسلطة عليهم.
وفي هذا السياق، يرى تيار المستقبل السوري أن ما جرى في القنيطرة يعيد التذكير بأهمية استعادة القرار الوطني الحر، وبناء نظام سياسي تعددي، يعبّر عن إرادة الشعب ويضمن وحدة البلاد وسلامها.