يُعبر تيار المستقبل السوري عن إدانته الشديدة للتوغل العسكري الإسرائيلي الذي نفذته قوات الاحتلال في بلدة بيت جن بريف دمشق الغربي، يوم 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2025، والذي أسفر عن ارتقاء شهداء و سقوط جرحى من المدنيين السوريين، بما في ذلك نساء وأطفال، جراء قصف مدفعي وجوي مكثف.
يرى تيار المستقبل السوري أن هذه العملية، التي وصفها الجيش الإسرائيلي بأنها "أمنية" لاعتقال مشتبهين، تحولت إلى اعتداء مباشر على السيادة السورية، مما أدى إلى إصابات في صفوف القوات الإسرائيلية أيضا، ويعكس نمطاً من التصعيد الذي يهدد الاستقرار الإقليمي.
يؤكد تيار المستقبل السوري أن مثل هذه الانتهاكات تشكل انتهاكاً صارخا للقانون الدولي ولحقوق الشعب السوري في العيش بسلام على أرضه، خاصة في ظل المرحلة الانتقالية التي تمر بها سورية بعد سقوط نظام الأسد في كانون الأول/ديسمبر 2024، هذه المرحلة التي تتطلب تركيزا على إعادة الإعمار، وتعزيز الوحدة الوطنية، وبناء مؤسسات الدولة القوية، دون أن تُعرقلها عدوانات خارجية تستغل الفراغ الأمني المؤقت، وعليه فإننا نرى في حادثة بيت جن تذكيراً بأهمية حماية الحدود السورية وضرورة بناء قدرات دفاعية وطنية موحدة لردع أي محاولات للتوغل أو الاحتلال.
يدعو تيار المستقبل السوري إلى تجاوز دورة العنف من خلال حوار إقليمي يركز على السلام المستدام، حيث نؤمن بأن الشعب السوري، الذي عانى عقودا من الاستبداد والحروب، يستحق مستقبلا يسوده الاستقرار والتعاون مع الجيران، بعيدا عن سياسات التصعيد.
وفي هذا السياق، نؤكد على أهمية التواصل مع قوى المعارضة داخل إسرائيل، بما في ذلك الأحزاب والشخصيات السياسية التي تعارض سياسات حكومة بنيامين نتنياهو، لكبح جماح العدوان وفتح صفحة جديدة تعتمد على الاحترام المتبادل والتفاهمات الأمنية المشتركة، حيث نرى في هذا التواصل فرصة لتعزيز الجهود الدولية لإنهاء الاحتلال وتحقيق حلول عادلة ليس بسورية فقط بل وفلسطين وغزة، بعيدا عن النهج المتطرف الذي تتبناه الحكومة الإسرائيلية الحالية، مما يساهم في بناء منطقة شرق أوسط آمنة للجميع.
يدعو تيار المستقبل السوري المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة والقوى الكبرى، إلى التدخل الفوري لوقف الانتهاكات الإسرائيلية وضمان حماية المدنيين السوريين، مع دعم العملية الانتقالية في سورية نحو بناء دولة حقيقية.
