النشأة والتعليم:
وُلدت سعاد نوفل في مدينة الرقة شمال سورية، ودرست علوم التربية لتتخرج عام 2006، حاملة فكراً تربوياً وإنسانياً انعكس لاحقاً في مسيرتها النضالية والاجتماعية.
المشاركة في الثورة السورية:
مع انطلاق الثورة السورية في آذار / مارس 2011، انضمت سعاد نوفل إلى صفوف المتظاهرين ضد نظام بشار الأسد، وكانت من أبرز الأصوات النسائية الداعية إلى الحرية والعدالة وحقوق الإنسان.
عُرفت بشجاعتها واستقلاليتها في الميدان، وبتواصلها مع مختلف أطياف الشعب السوري، مؤمنة بأن الثورة ملك لكل السوريين دون استثناء.
المواجهة مع تنظيم داعش:
عندما اختطفت داعش صديقها القس اليسوعي الأب باولو دالوليو، الذي عُرف بدوره في تعزيز الحوار بين الأديان والعمل الإنساني، تحولت سعاد نوفل إلى رمز للمقاومة المدنية داخل مناطق التنظيم.
ذهبت إلى مقر داعش في الرقة وبدأت احتجاجاً يومياً منفرداً ضد ممارسات التنظيم، حاملة لافتات كتبتها بخط يدها تضمنت شعارات جريئة مثل:
"ثورتنا بدأها الشرفاء وسرقها اللصوص!"
تعرضت لإطلاق النار أثناء احتجاجها، لكنها واصلت موقفها متحدية إرهاب التنظيم، وملتزمة بارتداء السروال والحجاب في تحدٍ صريح لقوانين داعش التي فرضت النقاب الإجباري على النساء.
النشاط المدني والإنساني:
إلى جانب نضالها الميداني، عملت سعاد نوفل في الإغاثة الإنسانية، فكانت تبيع المشغولات اليدوية لجمع التبرعات للنازحين، وأسست مؤسسة "جنى" لدعم النساء والعائلات المحتاجة بالدخل والغذاء خلال احتلال داعش للرقة.
كما أطلقت سلسلة من المقاطع المصوّرة داخل مناطق التنظيم، وثّقت فيها الواقع المأساوي للمدنيين بشجاعة نادرة، لتكون بذلك شاهدة من الداخل على معاناة السوريين في ظل التطرف المسلح.
الاضطهاد والمنفى:
في 25 أيلول / سبتمبر 2013، أُطلق عليها النار مجدداً وصدر بحقها حكم بالإعدام من أحد أمراء داعش، مما اضطرها إلى الهروب من الرقة إلى مدينة أورفة التركية، قبل أن تتمكن لاحقاً من اللجوء إلى أوروبا.
الجوائز والتكريم الدولي:
عام 2014، نالت جائزة "هومو هوميني" (Homo Homini) من منظمة "الناس في حاجة" (People in Need) التشيكية، تكريماً لشجاعتها ونضالها في سبيل حقوق الإنسان، وتسلمت الجائزة خلال مهرجان "فيلم عالمي واحد" لعام 2015 في براغ.
وفي خطابها خلال الحفل، أكدت سعاد نوفل أن نظام بشار الأسد يتحمل المسؤولية الكبرى عن الإرهاب الذي دمّر سورية، مشددة على أن الاستبداد والتطرف وجهان لعملة واحدة.
الدور والإرث الثوري:
تمثّل سعاد نوفل اليوم صوت المرأة السورية الحرة التي قاومت الاستبداد والتطرف معاً، مؤمنة بأن الثورة ليست بندقية ولا شعاراً، بل موقف وضمير حيّ يدافع عن الكرامة والعدالة.
لقد أصبحت رمزاً نبيلاً للمقاومة المدنية، ومثالاً على قدرة السوريين، رجالاً ونساءً، على التمسك بالقيم التي قامت عليها الثورة.
تكريم تيار المستقبل السوري:
انطلاقاً من إيمان تيار المستقبل السوري بدور المرأة في صناعة الوعي ومواجهة الاستبداد والتطرف، يعلن التيار تكريم الناشطة سعاد نوفل ضمن سلسلة "شخصيات نصرت الثورة السورية"، بمنحها درع التيار الرمزي تقديراً لشجاعتها ونضالها من أجل الحرية والإنسان.