يتابع تيار المستقبل السوري باهتمام بالغ التطورات التي شهدتها مدينة اللاذقية وبعض مناطق الساحل السوري يوم الثلاثاء 25 تشرين الثاني 2025، حيث انطلقت مظاهرات استجابةً لدعوة أطلقها الشيخ غزال غزال، رئيس ما يُسمى "المجلس الإسلامي العلوي الأعلى في سورية والمهجر".
وقد أكدت وزارة الداخلية في بيان رسمي صدر مساء اليوم ذاته أن قوات الأمن تعرضت لإطلاق نار من داخل أحد الأحياء، ما أدى إلى إصابة اثنين من عناصرها وعدد من المدنيين، إلى جانب أعمال تخريب طالت ممتلكات عامة وخاصة، وأعلنت الوزارة ملاحقة المعتدين والخلايا الإجرامية المتورطة مع التزامها الكامل بحماية حق التظاهر السلمي.
إن تيار المستقبل السوري، وهو يدرك عمق التحول التاريخي الذي تعيشه سورية في مرحلتها الانتقالية بعد سقوط نظام الاستبداد، يرى أن هذه الأحداث تُجسّد في الوقت نفسه مظاهر الأزمة الموروثة وإمكانيات الخروج منها نحو دولة المواطنة والقانون.
يُشدد تيار المستقبل السوري التأكيد على المبادئ التالية:
- سيادة القانون مبدأ لا تراجع عنه. وكل من ارتكب جريمة في ظل النظام البائد أو ارتكب اعتداءً اليوم على الأمن العام أو الممتلكات يجب أن يُحال إلى القضاء المستقل دون انتقام طائفي أو مناطقي.
- حق التظاهر السلمي والتعبير عن الرأي مكفول دستورياً لكل مواطن سوري في أي منطقة من الوطن، ومن واجب الدولة الانتقالية توفير الحماية الكاملة لهذا الحق.
- اللامركزية الإدارية الموسعة أو ما اقترحناه في تيار المستقبل السوري باللامركزية الخدمية، باتت ضرورة وطنية لضمان وحدة سورية واستقرارها في ظل تنوعها الثقافي والديني والإثني، ويجب أن تكون أولوية في الحوار الوطني الجاري.
- لا دولة مدنية ناجحة قوية تُبنى في ظل السلاح المنفلت. لهذا يتعين على الحكومة الانتقالية اتخاذ إجراءات حاسمة وفورية لنزع السلاح غير الشرعي من كل المناطق دون استثناء.
يطالب تيار المستقبل السوري الحكومة الانتقالية بما يلي:
- فتح تحقيق قضائي شفاف ومستقل في أحداث اللاذقية يُعلن عن نتائجه خلال مهلة زمنية محددة.
- الإفراج الفوري عن كل من أُوقف بسبب ممارسته السلمية لحق التظاهر.
- تسريع عقد طاولة الحوار الوطني الشامل حول شكل الدولة واللامركزية الإدارية بمشاركة ممثلين حقيقيين عن كافة المكونات السورية.
- وضع خطة وطنية عاجلة لضبط السلاح وتفكيك كل المجموعات المسلحة غير الخاضعة لسلطة الدولة.
يرى تيار المستقبل السوري أن سورية الجديدة لن تُبنى إلا بإرادة جماعية تتجاوز جراح الماضي وتضع حداً فاصلاً بين زمن الاستبداد وزمن المواطنة المتساوية. وواجبنا جميعاً اليوم، مواطنين ومؤسسات، أن نحول الغضب المشروع إلى طاقة بناء، والخوف المتراكم إلى ثقة متبادلة، والتنوع السوري من مصدر قلق إلى مصدر قوة.
يجدد تيار المستقبل السوري التزامه الكامل بالعمل من أجل سورية موحدة، تعددية، قوية، تسع الجميع ولا تهمش أحداً.