يصادف الثامن عشر من تشرين الأول من كل عام اليوم العالمي لانقطاع الطمث، الذي أقرّته الجمعية الدولية لسنّ الأمل (IMS) بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، بوصفه مناسبةً سنوية للتوعية بهذه المرحلة الطبيعية في حياة المرأة، ولتعزيز الفهم الصحي والإنساني والاجتماعي لها، حيث يأتي هذا اليوم ليذكّر المجتمعات بأن انقطاع الطمث ليس مرضًا ولا نهايةً للعطاء، بل هو مرحلة انتقالية تعبّر عن النضج والخبرة والاتزان، حيث تواصل المرأة حضورها الفاعل في الأسرة والمجتمع، وتُثري الحياة العامة بخبرتها وحكمتها.
وانطلاقًا من قيم تيار المستقبل السوري القائمة على احترام الإنسان وتمكين المرأة وحماية كرامتها في كل مراحل العمر، فإننا نؤكد على ما يلي:
- ترسيخ الوعي الصحي والاجتماعي، عبر رفع مستوى الوعي حول انقطاع الطمث لتصحيح المفاهيم الخاطئة، وتشجيع النساء على الاهتمام بصحتهن الجسدية والنفسية دون خجل أو تردّد، في بيئة يسودها الاحترام والتفهم.
- التقدير الإنساني والروحي للمرأة، ففي ثقافتنا السورية المتجذّرة، تُكرَّم المرأة في جميع مراحل حياتها، ويُنظر إليها كركيزة للأسرة والمجتمع، وهذا ما يُمكن المجتمع السوري من دعم التوعية الأممية حول حقوق المرأة الإيجابية وترسيخها بالعالم لما لذلك من رسالة سامية إنسانية، فقد أكّد الدين الإسلامي الحنيف على مكانة الأم والمرأة الكبيرة، يقول القرآن: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾
(سورة البقرة، الآية 228)، ويقول الإنجيل: «ليس يهوديّ ولا يونانيّ، ليس عبد ولا حرّ، ليس ذكر وأنثى، لأنكم جميعًا» (رسالة بولس إلى أهل غلاطية 3:28)
مما يؤكد على كرامة المرأة ومساواتها أمام الله، ومن هذا المنطلق، فإن احترام المرأة الناضجة هو قيمة دينية وأخلاقية وثقافية راسخة في وجدان السوريين يجب ترسيخه. - تكريم الخبرة والحنان، إذ المرأة السورية التي عرفت العطاء والتربية والعمل والتحدي، تستحق في هذه المرحلة مزيدًا من الدعم والتقدير، بوصفها رمزًا للصبر والقيادة العائلية والحكمة الإنسانية،
وعلينا أن نحوّل الحديث عن انقطاع الطمث من موضوع مسكوت عنه إلى مساحة وعي وثقة بالنفس، تُبنى فيها جسور الفهم بين الأجيال. - مسؤولية المجتمع والدولة، فتيار المستقبل السوري يرى في العناية بصحة المرأة بعد منتصف العمر مسؤولية وطنية تتطلّب برامج تثقيف صحي وإعلامي، ورعاية طبية شاملة تراعي احتياجاتها، دعمًا لحقّها في حياة كريمة وصحية متوازنة.
إن تيار المستقبل السوري إذ يشارك العالم إحياء هذا اليوم، يؤكد التزامه بنشر الوعي، وتعزيز ثقافة الاحترام، وتمكين المرأة السورية لتبقى كما كانت دائمًا قلب المجتمع النابض، وصوت الحكمة في كل بيت، وفي هذه المناسبة، نوجّه التحية إلى كل امرأة سورية تحمل في قلبها الحب والعطاء رغم الظروف، وإلى كل أسرة تُدرك أن احترام المرأة في مراحل عمرها كافة هو واجب أخلاقي وإنساني وديني.