الذكرى الحادية عشرة لتأسيس الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"

في عام 2014، ولدت إرادةٌ سوريةٌ صلبة، تجسدت في الدفاع المدني السوري، المعروف بالخوذ البيضاء، كرمزٍ للتضحية والإنسانية في أصعب الظروف. اليوم، ونحن نحتفل بذكراها الحادية عشرة، نستحضر روح هؤلاء الذين جعلوا من واجبهم إنقاذ حياة الآخرين رسالةً تتجاوز السياسة، لتصبح فعلاً أخلاقياً وإنسانياً خالداً.

يرى تيار المستقبل السوري أن الخوذ البيضاء أظهرت، منذ تأسيسها، معنى مسؤولية المواطنة الحقيقية، وهي أن يكون الإنسان حاضراً حين يتعرض الآخر للخطر، وأن يتحمل واجب الدفاع عن الأرواح البريئة مهما كانت المخاطر.
وفي هذا المعنى، لا يقتصر دورهم على مجرد إنقاذ الجسد، بل يشمل حماية الكرامة الإنسانية، وصون الأمل في مجتمع يرزح تحت وطأة الحروب والكوارث.

هذا ويرى تيار المستقبل السوري أن قرار الدمج الأخير للخوذ البيضاء ضمن وزارة الطوارئ والكوارث يُمثل خطوة سياسية استراتيجية تعكس نضج الدولة في تعزيز المؤسسات الوطنية، وتؤكد أن العمل الإنساني يجب أن يحظى بالدعم المؤسسي، لضمان استمراريته وفعاليته. لكنه أيضاً تذكير بأن حماية الحياة ليست خياراً بل التزامٌ أخلاقي دائم، وأن واجب الخير والرحمة يتجاوز الانتماءات والمصالح الضيقة.

إننا في تيار المستقبل السوري، إذ نحتفل بهذه المناسبة، نؤكد دعمنا المطلق للخوذ البيضاء، ونثمن التضحيات الفردية والجماعية التي قدموها. فهم نموذج حي للمواطنة المسؤولة، وللإيثار الذي يجعل الإنسان قادراً على تحويل المعاناة إلى بصيص أمل، والخطر إلى فرصة للخير.

رحم الله الشهداء، ودام عزيمتهم فينا، وجعل كل متطوع من الخوذ البيضاء مثالاً حياً على أن الإنسانية ليست شعاراً، بل فعل وقرار، وأن القوة الحقيقية لأي مجتمع تُقاس بمدى قدرته على حماية أضعف أفراده.

شاركها على:

اقرأ أيضا

إعادة تكوين الإنسان العربي: من التهميش إلى الولادة الجديدة

التحديات التي تواجه الإنسان العربي وكيف يمكن إعادة تكوينه من التهميش إلى التحول الإيجابي.

4 ديسمبر 2025

أنس قاسم المرفوع

واقع تجارة المخدرات وتعاطيها في سورية في مرحلتي ما قبل وبعد سقوط نظام الأسد

واقع تجارة المخدرات وتعاطيها في سورية قبل وبعد سقوط نظام الأسد وتأثيرها على الاقتصاد والمجتمع.

4 ديسمبر 2025

إدارة الموقع