مشاركة سورية في مؤتمر "سيبوس" بدعوة من شبكة سويفت العالمية

في خطوة تحمل دلالات اقتصادية وسياسية عميقة، تلقّت سورية دعوة رسمية للمشاركة لأول مرة في مؤتمر "سيبوس" السنوي، الذي تنظمه شبكة سويفت العالمية، المنصة الأهم في العالم للربط بين المؤسسات المالية والمصرفية، حيث يعقد المؤتمر هذا العام في فرانكفورت بألمانيا، في الفترة الممتدة من 29 أيلول إلى 2 تشرين الأول المقبل، إننا في تيار المستقبل السوري نرى بأن هذه الدعوة، وإن جاءت في سياق تقني مصرفي، إلا أنها تعكس تحوّلاً نوعيًا في النظرة الدولية تجاه مستقبل سورية المالي، وتفتح نافذة جديدة لإعادة تموضع الاقتصاد السوري ضمن المنظومة العالمية.

يعتقد تيار المستقبل السوري أن مشاركة سورية في مؤتمر سيبوس، الذي يُعد ملتقى النخبة المالية العالمية، تمثل كسرًا جزئيًا للعزلة المالية الدولية التي فرضتها العقوبات والسياسات الانكفائية، وإشارة أولى لإمكانية إعادة دمج القطاع المصرفي السوري في النظام المالي العالمي، ولو على مستوى تقني أو استشاري، وفرصة استراتيجية لتحديث البنية التحتية المصرفية، التي تعاني من التكلّس والتقادم، عبر الاطلاع على أحدث الابتكارات في التكنولوجيا المالية (FinTech) والحوكمة البنكية.

إن تيار المستقبل السوري يرى في هذه المشاركة فرصة لإعادة التفكير في فلسفة الاقتصاد الوطني، من خلال:

  • الانتقال من اقتصاد الأزمات إلى اقتصاد الفرص، عبر بناء منظومة مالية شفافة، قابلة للتكامل مع الأسواق الدولية.
  • إعادة تعريف مفهوم السيادة الاقتصادية، بحيث لا تكون انعزالًا، بل قدرة على التفاعل الآمن والمستقل مع المنظومات العالمية.
  • تبني نموذج اقتصادي إنساني تنموي، يضع المواطن في قلب السياسات المالية، ويعيد الاعتبار للثقة بين الدولة والمجتمع. يشدد تيار المستقبل السوري على ضرورة تشكيل لجنة وطنية مستقلة تضم خبراء اقتصاديين ومصرفيين لمتابعة نتائج المشاركة في مؤتمر سيبوس، ووضع خارطة طريق للإصلاح المالي.

يدعو تيار المستقبل السوري لإطلاق حوار وطني اقتصادي يضم القطاع الخاص، والمجتمع المدني، والجهات الحكومية، بهدف صياغة رؤية اقتصادية جديدة لسورية ما بعد الحرب، والعمل على رفع كفاءة المصارف السورية عبر التدريب، وتحديث الأنظمة، وتبني المعايير الدولية في مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.

يوصي تيار المستقبل السوري جميع القوى الوطنية إلى السعي لرفع جميع القيود التقنية المفروضة على التحويلات المالية، بما يضمن تسهيل تدفق الأموال من المغتربين والمستثمرين، ويعزز الاستقرار النقدي، والاستفادة من المشاركة في سيبوس لتأسيس شراكات تقنية مع مؤسسات مالية دولية، تُسهم في نقل المعرفة وتوطين التكنولوجيا المصرفية.

إن تيار المستقبل السوري يؤمن أن الاقتصاد ليس مجرد أرقام ومؤشرات، بل هو تعبير عن إرادة وطنية في الحياة، والكرامة، والعدالة، ومن هنا، فإن كل خطوة نحو الانفتاح المالي يجب أن تُبنى على أسس من الشفافية، والاستقلالية، والعدالة الاجتماعية، بما يضمن أن يكون الاقتصاد السوري في خدمة الإنسان السوري، لا العكس.

شاركها على:

اقرأ أيضا

إعادة تكوين الإنسان العربي: من التهميش إلى الولادة الجديدة

التحديات التي تواجه الإنسان العربي وكيف يمكن إعادة تكوينه من التهميش إلى التحول الإيجابي.

4 ديسمبر 2025

أنس قاسم المرفوع

واقع تجارة المخدرات وتعاطيها في سورية في مرحلتي ما قبل وبعد سقوط نظام الأسد

واقع تجارة المخدرات وتعاطيها في سورية قبل وبعد سقوط نظام الأسد وتأثيرها على الاقتصاد والمجتمع.

4 ديسمبر 2025

إدارة الموقع