في لحظة مفصلية من تاريخ سورية وبعد زيارة الرئيس أحمد الشرع إلى موسكو بتاريخ 15 تشرين الأول 2025، يرى تيار المستقبل السوري أن أي انفتاح على روسيا الاتحادية يجب أن يُبنى على أسس جديدة، لا تُختزل في المصالح السياسية بين الحكومات، بل تنطلق من قناعة الشعب السوري، الذي دفع أثمانًا باهظة نتيجة التدخل الروسي المباشر في الصراع السوري.
إننا نؤمن في تيار المستقبل السوري أن العلاقات الدولية المستدامة لا تُفرض من فوق، بل تُبنى من القاعدة الشعبية، على أساس الاحترام المتبادل، والاعتراف بالحقوق، والمساءلة عن الانتهاكات، فروسيا منذ تدخلها العسكري في سورية عام 2015، لعبت دورًا حاسمًا في دعم نظام بشار الأسد، وساهمت بشكل مباشر في إطالة أمد الحرب، عبر:
- مقتل ما لا يقل عن 6,969 مدنيًا، بينهم أكثر من 2,000 طفل، وفقًا لتقارير حقوقية مستقلة.
- تنفيذ 362 مجزرة موثقة، واستهداف 1,251 منشأة مدنية، منها مدارس ومشافٍ وأسواق شعبية.
- استخدام أكثر من 320 نوعًا من الأسلحة، بعضها محظور دوليًا، كما أقر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو حين قال بالحرف: "لقد اختبرنا أكثر من 320 نوعًا من الأسلحة في سورية، بما فيها مروحياتكم."
إننا في تيار المستقبل السوري، نؤكد أن أي علاقة مستقبلية مع روسيا يجب أن تمر عبر بوابة الشعب السوري، لا عبر تفاهمات فوقية مع السلطة. ولهذا، نطالب بما يلي:
- اعتراف رسمي من الحكومة الروسية بمسؤوليتها عن دعم نظام الأسد وارتكاب انتهاكات جسيمة بحق المدنيين.
- اعتذار علني للشعب السوري، يتضمن الإقرار باستخدام الأراضي السورية كساحة اختبار عسكري.
- تعويض مادي ومعنوي للضحايا، عبر آلية دولية مستقلة، تشمل إعادة تأهيل المناطق المتضررة.
- إعادة النظر في الاتفاقيات العسكرية والاقتصادية التي أبرمها النظام السابق، بما يضمن استقلال القرار السوري.
- فتح قنوات تواصل شعبية وثقافية بين الشعبين السوري والروسي، بعيدًا عن منطق الهيمنة السياسية.
يرى تيار المستقبل السوري أن سورية الجديدة لا تُبنى على أنقاض الإنكار، ولا على صفقات تتجاهل الدماء التي سُفكت. وإننا نمد يد الحوار إلى روسيا، لا من موقع الضعف، بل من موقع من يسعى إلى العدالة، ويؤمن أن المصالحة الحقيقية تبدأ بالاعتراف، وأن احترام الشعوب هو أساس العلاقات التي تدوم.